"أمين الجيار"، هو الشاب الذى ورث محل "أدوات ومستلزمات مكافحة الحسد" من والده، الذى توفى قبل سنوات قليلة، يعود بالقصة إلى البداية، ويقول: "والدى كان فى الأصل مهندس ديكور وأنبهر بالشغل الإسلامى والفن العظيم والتراث اللى فيه، وقرر يكون ده تخصصه وبدأ يصمم الشغل وينفذه فى ورشتنا بأيده".
تتحرك ثقافة وأفكار الشارع فى مصر ومعها تتحرك أيدى المبدعين مثلما يحكى الشاب الثلاثينى: "معظم طلب الناس كان على المعوزتين وآية الكرسى عشان كده بنحاول نقدم اللى الناس محتاجاه وزودنا الشغل عليهم مرة فى مرة وعملنا ليهم تصميمات كتير جداً.. وطبعاً الخرزة الزرقاء عليها نفس الطلب عشان كده جيبنا كل أشكالها.. يعنى المحل فى الأصل هو للتصميمات الإسلامية، ومكنش مقصود أن كله يكون للحسد بس فى الآخر ده اللى حصل".
طباخ السم بيدوقه.. كما يقول "الجيار" بابتسامة، لافتاً إلى أنهم على الرغم من مكافحتهم للحسد فلهم نصيب وافر منه "الآيات والقرآن الكريم ليهم بركة لكن فى الآخر بتحصل لينا مشاكل وممكن نتحسد زى كل الناس".
عقب تخرج أمين الجيار من الجامعة لم يتعين بشهادته مثل معظم أبناء جيله وخلف والده فى المحل، لكنه ترك التصنيع والتصميمات لعمال ورشتهم، وله فلسفة خاصة فى قضية أدوات مكافحة الحسد "الخرزة الزرقاء لا تمنع الحسد هى مجرد زينة.. فى ناس بتعتقد فيها لكن اللى بيسألنى بقول ليه إنها للشكل الحلو الفلكلورى أو التراثى، وأن الاعتقاد فى أن خرزة ممكن تحميك مش بس غلط لأ كمان حرام.. لكن آيات القرآن هى بس اللى ممكن تقف قدام الحسد لأنها مذكورة فى القرآن وطبيعى أن الناس تتبارك بيها".



