رقم قياسى أن يعيش شخص أكثر من 40 عاما من عمره فى "عشة" على أحد الأرصفة لا يعرف للخصوصية معنى ولا للحياة الطبيعة طعم، تبدأ حياتها طفلة فى عشة وتتزوج من شخص لم يكن أفضل حالا فلم يتغير فى حياتها شئ إلا أنها انتقلت إلى عشة أخرى، أم محمد إحدى البطلات اللاتى يعشن فى الهواء الطلق ويقدرن على الحياة بكل ما فيها وتتحداها.
بوجه بشوش ملؤه غزته تجاعيد الفقر والقهر تنتهى من تحضير وجبة الطعام الصباحية لابنها الصغير قبل أن تتنفس الصعداء وتقص حكايتها الطويلة فى عشش مصر تقول أم محمد "أنا أتولدت وعشت أنا وأخواتى العشرة فى أوضه صغيرة فى السيدة زينب وبعد 10 سنين تقريبا خرجنا منها لأن البيت جاله قرار إزالة ومن ساعتها عشنا فى عشة كلنا لحد ما اتجوزت أبو العيال الله يرحمه وعشان الحكومة طول حياتنا بنتنقل بين عشة والتانية لحد ما قعدنا فى العشة دى فى الدراسّة ومن سنة كده الراجل مات بعد ما تعب من البرد والبهدلة لأنه كان مريض بالرئة".
تستكمل قصتها بعد تنهيدة طويلة وتقول " كان نفسى ربنا يكرمنى وأجيب حتى أوضة أعيش فيها أنا والعيال الغلابة اللى ميعرفوش غير نومة الشارع اللى هتجيب لهم المرض زى أبوهم الله يرحمه، أنا أشتغلت كتير فى بيوت وكل حاجة عشان اعرف أوفر قرش أعرف حتى أعلم بيها العيال أهو يعرفوا يقروا حتى عشان يشتغلوا أى شغلانة ويبقى حظهم أحلى من حظى المنيل ده، معرفش ليه الحكومة مش بتشوف لنا أماكن نعيش فيها هو إحنا مش بنى أدمين زيهم يعنى ولا أيه".
تتابع بأسى، "بنتى الكبيرة حنان خلاص هتتجوز وحظها مش أحسن من حظى، لأنى ماقدرتش أجهزها، وجالها واحد شغال فى ورشة لحام وقالى هنتجوز معاكم هنا لأنه زينا لا له أهل ولا حد وواد غلبان فوافقنا يعنى هعمل إيه لحد ما ربنا يكرمه ويجيب لها حتى أوضة تسترها، ما هى فرشة الخضار مش هتكفى أربى عيالى الأربعة وكمان أجهزها".
40 عاماً بين جنبات "عشة".. أم محمد تحتوى أبناءها فى رحلة كفاح الحياة
الإثنين، 28 أبريل 2014 04:18 م
أم محمد
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
tttt
لو سمحت
عدد الردود 0
بواسطة:
yassmin
ربنا يكرمك يا tttt