"سياسة مصر الخارجية لا تنفصل عن محيطها الإقليمى والعالمى"، بهذه الكلمات بدأ نبيل فهمى وزير الخارجية، كلمته التى ألقاها أمس الجمعة أمام المئات من المشاركين فى منتدى العمل الخيرى العالمى "Global Philanthropy Forum"، مؤكّدًا أن الحكومة المصرية الجديدة لديها رؤية مختلفة عن الحكومات السابقة، فيما يتعلق بالسياسة الخارجية.
وحذر فهمى، من تزايد خطر الإرهاب فى منطقة الشرق الأوسط، فى ظل انتشار الأفكار المتشددة ولجوء عناصر متطرفة لاستخدام العنف سواء ضد الدولة أو المدنيين.
وأكد أنه رفض التصويت فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة، بعد انحصار المنافسة بين محمد مرسى وأحمد شفيق، لكنه احترم نتيجة الانتخابات، وأضاف: "قلت لمرسى أنا لم أصوت لك، ولكن أنت رئيسى وسوف أحترمك وأتقبلك لأن الانتخابات أتت بك إلى السلطة، لكنه لم يتقبلنى مثلما تقبلته".
وقال، خلال المؤتمر الذى تستضيفه مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية، إنه لم يكن هناك حل آخر سوى التصدى للإخوان المسلمين، وأضاف: "لم يكن من الممكن أن نقف مكتوفى الأيدى ونرى مصر يسيطر عليها فصيل واحد".
وأشار وزير الخارجية إلى أنه كان من المستحيل أن ينتظر المصريون انتهاء فترة مرسى الرئاسية، لأنه "لم يكن لدينا دستور يضمن الحفاظ على هوية مصر"، مؤكّدًا أن الوضع الآن مختلف لأن الرئيس القادم سيأتى وهناك دستور، يحدد مهامه وسلطاته، وأضاف: "المصريون قاموا بثورتين، الأولى ضد الحزب الوطنى، والثانية ضد الإخوان المسلمين الذين شكلوا خطرا وتهديدا للهوية المصرية".
ولفت وزير الخارجية، إلى أن الرئيس القادم سيكون أمامه مجموعة من التحديات الكبيرة، أهمها العمل على توحيد صفوف المصريين، ومواجهة التحديات الاقتصادية الكبيرة، لكنه اعتبر أن الأمر الأصعب هو استعادة الأمن، "لأنه لا إصلاح للاقتصاد دون عودة الأمن"، بحسب تعبيره.
وشدد فهمى على أهمية العلاقات الدولية للاقتصاد المصرى، الذى يعتمد على السياحة واستيراد مواد غذائية واحتياجات أساسية من الخارج، مؤكدا أن إصلاح الاقتصاد يجب أن يتم عن طريق وضع القوانين التى تجذب المستثمرين، ودعم المشروعات الصغيرة، مع ضرورة أن تكون الحكومة صريحة مع الشعب وتشرح له حقيقة الوضع الحالى.
واعتبر فهمى، أن مصر تحتل مكانة مميزة فى منطقة الشرق الأوسط، ليس لكونها أكبر الدول العربية، ولكن أيضا لقدراتها العسكرية، وطموحاتها الاقتصادية الكبيرة، وأيضا بسبب تأثيرها الواسع على العالم العربى، وقال إن منظمات المجتمع المدنى الدولية مرحب بها للعمل فى مصر، وللمساهمة فى عملية البناء، ولكن وفقًا للقوانين المصرية.
وعن وضع المرأة فى مصر، قال إنها تتساوى مع الرجل سواء فى فرص العمل أو الأجر، كما أن وزارة الخارجية المصرية لديها سفراء من النساء أكثر من الخارجية الأمريكية، لكن المشكلة التى تواجه المرأة المصرية هى ظاهرة التحرش الجنسى، التى شدد على ضرورة التصدى لها بقوة، سواء عبر القوانين أو غيرها من الوسائل.
بالفيديو.. نبيل فهمى بسان فرانسيسكو: قلت لمرسى أتقبلك لأنك منتخب لكنه لم يتقبلنى..لم يكن هناك حل سوى التصدى للإخوان.. والحكومة الحالية لديها رؤية عكس السابقة..مصر أكبر دولة عربية لأنها الأكثر تأثيرا
السبت، 26 أبريل 2014 12:42 ص