الناجيات من سرطان الثدى يثبتن أن الأنوثة لا تفنى ولا تستحدث من عدم

الخميس، 24 أبريل 2014 11:07 ص
الناجيات من سرطان الثدى يثبتن أن الأنوثة لا تفنى ولا تستحدث من عدم إحدى الناجيات من سرطان الثد
كتب حسن مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تستطيع المرأة أن تتغلب على أعتى الأمراض، ولكن أن تأتى الضربة فى أنوثتها ومن السرطان، يكفى العبور منها حصولها على لقب "الناجية".. بقوة وصبر يضبطن شراع حياتهن الذى ضربته الرياح دون سابق إنذار.. يتشبثن بالقوة والأمل اللذين يتساقطان مع تساقط خصلات شعرهن بفعل الكيماوى فدونهما ستتوقف الحياة بالكامل.. يرسمن بابتسامتهن فى وجه الموت والسرطان أنوثة قوية تستبدل موقع الثدى الذى تذيله عملية جراحية.. بالألوان الحمراء التى تدارى شحوب الوجه من آثار العلاج الإشعاعى، يكتبن رحلة كفاح تعبر فوق "سرطان الثدى" وبطولة آلاف النساء اللاتى عشن التجربة.

الدقائق تمر ثقيلة كالأيام.. دموع زوجها التى قطعت الطريق من ميدان روكسى إلى جسر السويس دون توقف كانت تشعر بها فوق سريرها الذى شاركها ساعات الانتظار.. صوت قدميه التى توقفت فى الصالة قبل أن يختلط بكاؤه مع بكاء بنتيها نقلوا الخبر لها قبل الكلمات "عملية الاستئصال الجزئى التى جرت قبل شهور قليلة غير كافية ويجب عمل استئصال كلى".. هذه الدقائق كانت كفيلة بتغيير حياتها.. فتحت الباب وخرجت بكلمات واضحة "إحنا بنشكر ربنا على الحلو والوحش ده قضائه وأكيد أحسن".

بهدوء تجلس رجاء شفيق فى حجرتها المرتبة حديثاً مثل حياتها بالضبط منذ 6 أعوام حين بدأت رحلة العلاج التى لن تنتهى أبداً رغم استئصال ثديها بالكامل، وتقول: "بعد عملية الاستئصال الكلى كملت بالعلاج الكيماوى والإشعاعى، لكن ده مكنش كفاية، واكتشفت أن الغدد الليمفاوية التهبت ومش هتخف ولازم أفضل أتعالج منها طول حياتى".

نظرات الأمل والثقة تلمع فى عيونها، وهى تقول "ما حستش إنى ندمانة أو زعلانة على اللى حصلى ولا يوم.. بالعكس حسيت أن هذه تجربة ربنا بعتهالى عشان أبقى أقوى وأعرف قد إيه الناس بتحبنى وهيفضلوا جنبى.. وأصعب لحظة مرت عليا كانت لما زوجى بلغ أولادى الخبر وكلهم بكوا، لكن أنا ما بكتش ولا مرة وبالعكس سكتهم ودلوقتى كلنا متقبلين القضاء، وزوجى وقف جنبى لحد ما عديت أصعب مراحل العلاج".

"باروكتك فى رأسك.. ماكياجك فى أيدك.. استعدى للحرب بأنك تبقى أحلى من زمان".. هكذا تلخص غادة صلاح، صاحبة الثمانية والأربعين عام، وقرابة العام فى سرطان الثدى، تجربة حربها والأسلحة التى تقف فى مقدمة الحرب قبل عمليات الجراحة والعلاج بالإشعاع والكيماوى، وتقول "الإرادة هى كل حاجة فى العلاج.. وأكتر حاجة ممكن تدمر إرادة الست أنها تحس بأنوثتها وجمالها بيتسرقوا وده تحديدا اللى بيعمله علاج الكيماوى وسرطان الثدى.. أنا فقدت شعرى بالكامل فى مراحل العلاج.. عشان كده لازم الست تهتم بنفسها جداً فى الوقت ده، وتتأكد أنها أقوى من المرض وتقدر تهزمه وتقدر تقف قدامه وتعدى منه من غير خوف".

المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدى واحدة من أهم مؤسسات مكافحة هذا السرطان فى مصر، وتقول غادة مصطفى، مديرة الإعلام بها، "الوقوف قدام سرطان الثدى محتاج ثقافة كبيرة أن كل بنت لازم تكشف على نفسها لأنه فى أوقات كتير جداً بيجى بدون أى مقدمات واكتشافه بدرى بيفرق كتير، وثانياً مع العلاج لازم بيكون فيه تأهيل نفسى وصناعة مجتمع للناجيات يخليهم يدعموا بعض عشان يعدوا من تجربة المرض.. والأهم أن لازم كل المصابات يعرفوا أن المرض مش نهاية العالم، وأن حياتهم مش هتقف عليه بالعكس معظم الناجيات حياتهم بتتحول للأحسن بعد تجربة التحدى اللى بياخدوها مع نفسهم".














مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة