أقفاص وأجولة تنشر أمام مدخل بيته المتواضع، فما أن تقع عينك عليه حتى تشعر بأنه ينظم مهرجانًا أبطاله "الثوم والبصل".
"محمد صلاح" 45 عاما، ترك مهنة التدريس واتجه إلى تقشير الثوم وفرم البصل، بعد رفض الإدارة التعليمية تطبيق فكرة مشروعه "المدارس المنتجة"، يقول "محمد"، "كنت مدرسا قبل الثورة فى إحدى مدارس الهرم، وقدمت مشروعا للإدارة التعليمية أطالب فيه بأن تتحول بعض المدارس الصناعية إلى مدارس منتجة لبعض المواد الغذائية، والمفروشات، والأثاث، وكل على حسب قسمه للاستفادة من طاقة الشباب وإدرار دخل على المدرسة والطالب، لكن بسبب الروتين رفض الطلب".
ويشير إلى أنه بعد الثورة أصبحت المدارس الصناعية "مالهاش أى لازمة"، "فوجدت إنى بضيع وقت فى الاستمرار فيها ففضلت أنى أنفذ مشروعى بنفسى وذلك "بالإنتاج الموسمى" فى كل موسم يكون ليا شغلانه "أصل الدنيا مابتقفش على حد".
ويضيف "محمد"، "مع بداية الربيع بيكون موسم تخزين (البصل والثوم) فأقوم بتقشير البصل وفرمة الكيلو بـ5 جنيه، واشتهرت فى منطقتى بمنتجاتى، لأن ربات البيوت لا تفضل فرم البصل علشان رائحته غير المستحبة، أما الثوم بأقوم بتجفيفه وتحويله إلى بودرة الكيلو بـ70 جنيه، وإلى بعمله أفضل من إلى بيتباع فى السوبر ماركت، لأنه خال من الإضافات "بيور"، وأيضا بفرم الثوم وبعبيه فى علب بلاستيك، ليحفظ فى الفريزر طوال السنة"، يستطرد "صلاح" "بعد موسم الثوم والبصل بحول "فرشتى" إلى كرنفال ألوان ببرطمانات مخلل الفواكه والخضار، فأنا ابتكرت طريقة أخلل بها الفواكه فى السكر مثل (الخوخ، والمانجا، والفراولة)، والخضروات "خيار، وجزر، وفلفل"، والحياة ماشية بجيب مصاريف بيتى وتعليم أولادى إلى نفسى يطلعوا أحسن منى مش بعد ما الواحد منهم يأخد شهادة ويشتغل شغلانة محترمة يسبها بسبب الروتين وأشياء أخرى".
نفسى أعمل مركز تدريب للشباب للإنتاج الغذائى، هكذا يتمنى "محمد صلاح" ويقول "عندى أفكار تجيب فلوس كتير وتأمن الأكل والملبس للموظف إلى على "قد حاله" بس مين يسمع ويساعد".
رحلة "محمد صلاح" من التدريس إلى تقشير الثوم وفرم البصل
الأربعاء، 23 أبريل 2014 10:03 م