أثبتت العقود الأخيرة أن الوضع فى «لبنان» هو «ترمومتر» للحالة العربية عمومًا وقياس درجة الحرارة فيها، وحيث يقف ذلك البلد العربى المتميز على أعتاب انتخابات رئاسية لاختيار رئيسه الثالث عشر فى تاريخه منذ الاستقلال فإننا نلاحظ أن الساحة اللبنانية كعهدنا بها هى مسرح للصراعات والمواجهات التى نعرفها فيه على امتداد السنين، فكل القوى الدولية والإقليمية موجودة هناك، «سوريا» موجودة و«إيران» حاضرة و«إسرائيل» ترصد عن قرب و«حزب الله» لاعب رئيس والدول العربية وفى مقدمتها «السعودية» يتابعون، على اعتبار أن الصيغة الحاكمة حاليًا هى صيغة «الطائف» التى حلت بديلاً لميثاق 1943 وتعديلاً لبعض بنوده.
إن المسرح السياسى اللبنانى مؤشرٌ لكل ما يدور فى المنطقة من صراعات وحساسيات ومواجهات، فالجنرال العجوز «ميشيل عون» يقترب من المنصب و«سمير جعجع» قاتل كل من «رشيد كرامى» و«دانى شمعون» يطرح اسمه بقوة، كما أن الرئيس الأسبق «أمين الجميل» مطروح أيضًا وكذلك «سليمان فرنجية» وقد اتصلت به منذ أيام متمنيًا له التوفيق بسبب معرفتى بتلك العائلة وبعض أفرادها، أما الرئيس الحالى «ميشال سليمان» فهو يلملم أوراقه وينهى مدته دون أطماع فى التمديد أو استثمار للحالة الراهنة، ويقف الصديق العزيز «نبيه برى» رجل «لبنان» السوى يضبط إيقاع ما يدور ويمهد له من خلال رئاسته للبرلمان لاختيار الرئيس الجديد الذى يأتى فى وقت صعب للغاية حيث القتال الدائر فى «سوريا» والوضع المأزوم على الساحة الفلسطينية، فضلاً عن تورط «حزب الله» اللبنانى فى المعارك الدائرة فى الشمال وداخل الأراضى السورية دعمًا لنظام الرئيس الأسد.. لكِ الله يا لبنان!
د. مصطفى الفقى يكتب: الأحداث خلال السنوات الماضية أثبتت أن الوضع فى لبنان ترمومتر للحالة العربية.. الساحة فى بيروت مسرح للصراعات.. والوضع يزداد تعقيدا مع اشتعال القتال فى سوريا والأزمة الفلسطينية
الأربعاء، 23 أبريل 2014 08:41 ص