بعد أن أعلنت اللجنة العليا للانتخابات فى مصر غلق باب الترشح للانتخابات الرئاسية، واقتصر التنافس فى السباق الرئاسى على مرشحين اثنين فقط، هما المشير عبد الفتاح السيسى، وزعيم التيار الشعبى حمدين صباحى، يرى غالبية المحللين وعدد من المصريين المقيمين فى الجزائر أن المرحلة القادمة تتطلب زعيما قويا قادرا على إخراج مصر من أزمتها.
وفى هذا الصدد، أكد الدكتور إسماعيل دباش، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر، أنه يتعين على الجميع احترام إرادة الشعب المصرى والأغلبية التى نزلت فى 30 يونيو الماضى من أجل الرغبة فى التغيير.. مؤكدا أن ترشح السيسى فى انتخابات الرئاسة هو مطلب شعبى قبل أن يكون رأيا شخصيا.
وقال الدكتور دباش، فى تصريح أدلى به لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط فى الجزائر، إن المؤسسة العسكرية المصرية فريدة من نوعها، ولا ينبغى مقارنتها بالمؤسسات العسكرية فى دولة أخرى، مشيرا إلى أنها على مدار تاريخ مصر، منذ الثورة مندمجة فى العمل السياسى، وبالتالى فهى على إدراك تام بكافة القضايا الوطنية.
وأشار إلى دور المؤسسة العسكرية المصرية فى وقف عدة انزلاقات على مدار التاريخ، مؤكدا أن العسكرى المصرى يحتفظ بمرجعية للمواطن العادى، وأن كل مكاسب مصر فى الستينيات والسبعينيات مرجعها للجيش.. فجيش مصر ليس ديكتاتورا ولم يتجاوز الخطوط الحمراء.
أما الدكتور مصباح مناس، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر، فقد تحدث عن القاعدة الشعبية الهائلة التى يمتلكها المشير عبد الفتاح السيسى نتيجة تطورات الأحداث، وتلبيته لمطلب الشعب بإزاحة مرسى من الحكم- حسب وصفه. وقال "إن السيسى رجل المرحلة الحرجة التى تمر بها مصر"، وأعرب الدكتور مصباح مناس لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط بالجزائر عن يقينه التام بأن مصر مع السيسى ستصبح فى وضع أفضل، مشيرا إلى أن رد فعل الجماعة الحالى- فى إشارة إلى جماعة الإخوان الإرهابية- كان متوقعا أن يكون عنيفا نتيجة خروجهم من السلطة وضياع 80 عاما من العمل هباء.. مؤكدا أنه يجب على المعتدلين منهم أن يندمجوا فى اللعبة السياسية.
وقال الدكتور مناس، إن مصر دول عريقة وبشىء من الجهد والصبر ومع قائد مثل السيسى ستفيق من هذا المخاض، وأكد أنه غير قلق على الوضع فى مصر إذا أصبح السيسى رئيسها.. وقال "ما تدفعه مصر هو ضريبة طبيعية كانت متوقعة نتيجة الأحداث الأخيرة التى شهدتها، ورد فعل الإخوان الذين أصبحوا فى حالة "هياج"، ويتخبطون، ولكن عراقة مصر ومؤسساتها ومع انتخاب السيسى ستتحول إلى الاستقرار وسيحل الأمن مجددا".