يحيى الرخاوى

من منظومة القيم الجديدة: "فضيلة الدهشة"

الخميس، 17 أبريل 2014 10:38 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من حق من قرأ أسماء السبعين قيمة وتقسيماتها، ثم لاحظ كيف بدأنا بقيمة من القيم التى انتهى عمرها الافتراضى، أن يطلب أن نبدأ بالقيم الجديدة التى نريد أن ننميها منذ الطفولة، وقد وجدت أننى نشرت فى هذا الموقع الكريم عددًا من القيم التى قدمتها على لسان الأطفال، من بينها حقوق الإنسان "اللى بصحيح" ( 4-8-2013)، "وقبول فكر الآخر" (14-8-2013)، وغيرها.

من أهم القيم الجديدة أيضًا الاحتفاظ بحق الدهشة طول العمر، إذا توقفنا عن الدهشة، فنحن لا نرى ولا نسمع ولا نقرأ إلا ما سبق لنا رؤيته وسماعه وقراءته مهما تغيرت الألفاظ أو تنوع المثير.

هذا الموضوع قد شغلنى من قديم جدًا، حتى نشرت فى الأهرام بتاريخ 24/1/1980 (منذ 34 سنة) تحت عنوان "فضيلة الدهشة" ما أقتطف منه ما يلى:

"إذا‏ ‏تلفّت‏ ‏حولك‏ ‏لأى ‏نقاش‏, ‏أو‏ ‏طالعت‏ ‏الوجوه‏ ‏فى ‏أى ‏اجتماع‏ (‏سياسى ‏أو‏ ‏علمى ‏أو‏ ‏ثقافى ‏أو‏ ‏غير ذلك‏) ‏فى ‏بلادنا‏ ‏هذه‏ ‏فى ‏عصرنا‏ ‏هذا‏, ‏فلابد‏ ‏أن‏ ‏يأخذك‏ ‏العجب‏ ‏وأنت‏ ‏تشاهد‏ ‏الثقة‏ ‏المفرطة‏ ‏تغمر‏ ‏الوجوه‏, ‏أغلب‏ ‏الوجوه‏، ‏تتـناوب‏ ‏بانتظام‏ ‏مع‏ ‏ابتسامات‏ ‏الاستعلاء‏ ‏وغمزات‏ ‏التهوين‏ ‏مما‏ ‏يقال‏, ‏يتم‏ ‏كل‏ ‏ذلك‏ ‏فوق‏ ‏أرضية‏ ‏متسعة‏ ‏من‏ ‏درجات‏ ‏مختلفة‏ ‏من‏ ‏عدم‏ ‏الانتباه‏ ‏أو‏ ‏اللامبالاة‏ ‏أو‏ "‏الفرجة‏" ‏على ‏وجوه‏ ‏بقية‏ ‏الحضور‏، وكأن‏ ‏لسان‏ ‏حال‏ ‏المشاركين‏ ‏يقول‏: ‏هذا‏ ‏الذى ‏أسمع‏ ‏إما‏ ‏أنى ‏أعرفه‏ ‏من‏ ‏قبل ، ‏فهو‏ ‏أصح‏ ‏الصحيح، ‏أو‏ ‏أننى ‏لا‏ ‏أعرفه‏ ‏فهو‏ ‏تافه‏ ‏لا‏ ‏لزوم‏ ‏لمعرفته‏، هؤلاء‏ ‏الناس‏ ‏يكادون‏ ‏يصنـفون‏ ‏الكلام‏ ‏على ‏أنه‏: ‏إما‏ ‏كلام‏ "‏فارغ‏" (‏وهو‏ ‏الجديد‏ ‏الذى ‏لا‏ ‏أسمح‏ ‏له‏ ‏أن‏ ‏يصلنى ‏فيدهشنى‏)، ‏أو‏ ‏كلام‏ "‏مفروغ‏ ‏منه‏" (‏وهو‏ ‏القديم‏ ‏الذى ‏لم‏ ‏يعد‏ ‏يدهشني‏).‏

لعل‏ ‏فى ‏هذه‏ ‏الظاهرة‏ ‏المتواترة‏ ‏ما‏ ‏ينبهنا‏ ‏إلى ‏ضرورة‏ ‏إعادة‏ ‏النظر‏ ‏فيما‏ ‏حدث‏ ‏فى ‏عقولنا‏ ‏حين‏ ‏كادت‏ ‏تستسلم‏ ‏تماما‏ ‏للمعلومات‏ ‏المصقولة‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏مصدر، ‏حتى ‏أصبحت‏ ‏مخزنًا‏ ‏للمعلومات‏ ‏أكثر‏ ‏منها‏ ‏مصنعا‏ ‏للأفكار‏."

(انتهى المقتطف)

وبعد.
تعالوا الآن نسمع كيف يعلمنا الأطفال أن نحتفظ بحق الدهشة وهو من أهم القيم الجديدة (المجموعة الثالثة) "فضائل وقيم آمل أن تتخلق بتشكيل الوعى الجديد".

والأرجوزة تنمى كلا من "الحيرة الطازجة"، و"الدهشة" وهما قيمتان فى المجموعة الثالثة قريبتان من بعضهما البعض لكنهما ليستا مترادفين.

الأطفال يعلموننا فضيلة الدهشة

-1-
بتشوف الحاجة إزاى دايما زى ما هيّهْ؟
وأنا كل مرة باشوفها يعنى مش هيّه
هوّا أنت يا خويا عنيك ديّه
مش همّا تمام زى عنيّه؟
-2-
أنا بافرح باللى باشوفه جديد
بالشكل دهُهْ: دنياىَ بتزيد
وأنت عمال بتعيد وتعيد
وأنا كل مرة بلاقى نفسى ف دنيا ثانية
يعنى الساعة بتبقى عندى مليون ثانية
-3-
طب جرّب مرة تتأمل حاجة شايفها
من غير ما تقول ما أنا عارفها
حاتشوف زيى ويمكن أكتر
حاتلاقى الألوان تتغير
وحاجات تكبر وحاجات تصغر
وحاتعرف من غير ما تفكر
ربنا موجود ... الله أكبر

-4-
هوّا أنت ليه حاطط الدنيا جوّا برواز
وعنيك راكب مطرحها إزاز
دنا بارسم بعيونى الدنيا أوّل باوّلْ
وكأنى باشوف كل حاجة كده مالأوّل

-5-
لو تعملها مش حاتعجّزّ عمرك أبدًا
حاتخاف حبّة وتفرح حبة، والديك يدّن
وتلاقى نفسك بتطير وتعوم
من غير جناحات ولا حتى هدوم
لأْ مش قصدى
حقك عندى!
* * *
وبعد
تنمية فضيلة الدهشة هكذا تساعد أيضًا فى هز قيمة من القيم الأيلة للسقوط لقرب انتهاء عمرها الافتراضى (المجموعة الأولى) وهى قيمة "يحيا الثبات على المبدأ".

ما أحوجنا إلى كل هذا ونحن نعيد بناء "الوعى العام" لنساعد فى إحاطة بناء دولتنا المتشكلة بما يدعمها.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة