منذ الصباح الباكر، تصل أعداد كبيرة من السائحين والحجاج المسيحيين إلى كنيسة المهد بمدينة "بيت لحم"، وهم حريصون على زيارة المكان الذى شهد ميلاد السيد المسيح عليه السلام، ضمن الاحتفالات بعيد القيامة المجيد، لكن تدفق الأقباط المصريين منح الأراضى الفلسطينية، وخاصة "بيت لحم" طابعا مميزا.
ففى كل عام، ومع اقتراب عيد القيامة، يزداد عدد الزوار المصريين "خاصة من صعيد مصر" لمدينة "بيت لحم" بشكل ملحوظ، فأصبح بإمكان المارة فى شوارع المدينة أن تسمع اللهجة المصرية المميزة، وترى "الجلابية" بألوانها المختلفة فى محيط كنيسة المهد وشوارع ومطاعم وفنادق المحافظة.
وقال أحد أفراد الشرطة السياحية المتواجدة فى ساحة كنيسة المهد - لوكالة أنباء الشرق الأوسط - "تراوح عدد المصريين الذين زاروا "بيت لحم" من 800 إلى 1400 شخص يوميا، وذلك منذ السبت الماضى، أى أن المعدل العام خلال "أسبوع الآلام" يتراوح من 4000 إلى 5000 مصرى أغلبيتهم من محافظات القاهرة والإسكندرية والمنيا والأقصر وأسوان وحلوان، مضيفا أنه سجل دخول 27 حافلة يوم الثلاثاء الماضى فقط.
وأعرب "رفعت أمين" (فوق 60 عاما) عن فرحته بقدومه إلى الأراضى الفلسطينية المقدسة، قائلا "تمنيت زيارة الأراضى المقدسة طويلا وقد كبرت فى السن وأريد زيارة فلسطين الجميلة والذهاب إلى الكنائس والأماكن المقدسة".
أما "سماح يوسف" "60 عاما" من القاهرة، فقد أقبلت على شراء العديد من الأيقونات المسيحية والتحف التذكارية من أحد محال هدايا دينية وتذكارية "السنتوارى" المنتشرة فى محيط كنيسة المهد، وأرادت شراء هدايا لأصدقائها خاصة أن الكثير منهم لم يستطعوا الحج إلى الأراضى المقدسة لأن أعمارهم تقل عن 50 عاما، وهو العمر الذى حددته السلطات المصرية لإعطاء التصاريح اللازمة لزيارة فلسطين.
وبصوت تملأه السعادة، قالت سماح بتلقائية "الدنيا هِنا حاجة مختلفة خالص، فى آمان، والناس طيبة وفى ترحيب كبير للمصريين، والأماكن الدينية والسياحية جميلة جدا، عاوزة اشترى حاجات تذكرنى بالمكان الجميل ده".
أما "مرفت جرجس بشارة" "55 عاما"، فهذه الزيارة تعتبر الثانية بالنسبة لها، جاءت عام 2009 برا، لكنها هذا العام وصلت إلى فلسطين جوا بعد أن تم إغلاق معبر رفح بسبب الأحداث فى سيناء.
وأكدت مرفت فى حديثها مع وكالة أنباء الشرق الأوسط "هذه المرة، لا توجد صعوبات أو تعب فى السفر والأمور كانت سهلة من أبناء البلد الذين رحبوا بنا بشكل جميل".
وبالنسبة لفايز أنس "53 عاما - من المنيا بصعيد مصر"، فزيارة الأراضى المقدسة من "أجمل الأشياء التى حدثت فى حياته"، قائلا "أشعر بحاجة حلوة لم أشعر بها طول حياتى"، ومتمنيا أن يعود مرة أخرى إلى هنا وزيارة مهد المسيح عليه السلام.
بالمقابل، أعرب بعض الأقباط المصريين عن استيائهم من عدم توفر الكتب الإرشادية التوضيحية باللغة العربية، خاصة التى تتعلق بالأماكن المقدسة والسياحية فى محافظة بيت لحم، بينما تتوفر الكتب الإرشادية باللغة الإنجليزية.
وعلى مدار اليوم، يستمر توافد الأفواج المصرية إلى مدينة بيت لحم، وفى شوارع وأسواق بيت لحم، وتجد المصريون يتجولون ويقبلون على شراء ما يعجبهم من هدايا تذكارية ويشعرون بالأمان وهم يستمتعون بأجواء الاحتفالات بالعيد.
عن الأمن والآمان، تحدث مقدم/ محمد سليمان، مدير مركز شرطة مدينة بيت لحم "هذا العام، من الواضح أن عدد المسيحيين من أهل البلد أو من الخارج، خاصة الأقباط المصريين، أكثر من الأعوام الماضية وأعتقد أن السبب الرئيسى لهذه الزيادة هى الشعور بالأمن".
وللتحضير ليوم السبت القادم "سبت النور"، أوضح المقدم سليمان أن اجتماعا قد عقد مع جميع الطوائف المسيحية فى كنيسة المهد لأن هذه السنة تعتبر سنة كبيسة أى كل طوائف المسيحية يحتفلون بعيد القيامة فى يوم واحد، لذلك تقرر تعزيز الوجود الأمنى وتشكيل خمس فرق كشافة، مع غلق الشوارع وعمل تحويلات مرورية".
وأشار إلى تعزيز التواجد الأمنى فى مدينة بيت لحم بالتنسيق مع القيادة العامة للأمن الوطنى الفلسطينى، بطلب أكثر من 70 عنصرا وفردا من أفراد الشرطة ويتم تخصيصهم للكنيسة، وذلك تجنبا لأية مشاكل قد تحدث مع العدد الكبير للحجاج وتعكر صفو الاحتفال بالأعياد، مؤكدا أنه لم تسجل حتى الآن أية مشكلة داخل كنيسة المهد.
من جانبه، ثمن الأب عيسى ثلجية فى كنيسة بيت لحم، الحضور البارز للحجاج المصريين، قائلا "نحن سعداء بقدوم أعداد كبيرة من الحجاج المصريين الذين بإمكانهم المجىء لزيارة الأماكن المقدسة".
وأضاف لوكالة أنباء الشرق الأوسط "من الملاحظ إقبال كبير من الحجاج المصريين على بيت لحم خاصة، وعلى فلسطين عامة، بالرغم من الأوضاع السياسية، وهذا أمر يسعدنا".
بدورها، قالت الراهبة فى دير وكنيسة السيدة العذراء للأقباط الأرثوذكس فى بيت لحم، الأم ماريا إن الحجاج المصريين الذين يأتون لفلسطين يتميزون عن غيرهم من الحجاج بالتزامهم الدينى والروحى، فهم يستغلون كل وقتهم فى العبادة وزيارة الأماكن الدينية المقدسة.
وبهذه المناسبة، تقيم الأم ماريا معرضا لبيع الهدايا التذكارية والدينية "السنتوارى" بجانب الدير، خصيصا للحجاج المصريين وبأسعار منخفضة، خلال فترة عيد القيامة و"أسبوع الآلام".
ورحبت الأم ماريا بقدوم المصريين بالرغم من الجهد المنهك الذى تبذله فى المعرض، قائلة لوكالة أنباء الشرق الأوسط "للأسف لا أستطيع أداء الصلوات المعتادة خلال هذا الأسبوع بسبب افتتاح المعرض يوميا من 8 صباحا حتى الحادية عشرة مساء، لذلك، أنا متواجدة هنا باستمرار من أجل المصريين".
وقامت الأم ماريا بصيانة وترتيب غرف أخرى بالدير لكى يستوعب عددا أكبر من الحجاج المصريين الذين يأتون لأداء الصلوات. وأضافت "هذا العام جاء العيد فى سنة كبيسة فيمكن حضور العديد من الوفود والحجاج المصريين من كلتا الطائفتين الكاثوليك الأرثوذكس فى بيت لحم والقدس، لكن هناك انخفاض فى عدد الحجاج هذا العام مقارنة بالسنوات السابقة، خاصة بعد إغلاق المعبر البرى بسبب الأحداث الأمنية فى سيناء".
ومن المتوقع، وفقا للأم ماريا، أن يزور فلسطين خلال فترة عيد القيامة، ما يتراوح من 3500 إلى 5000 حاج مصرى، خاصة خلال يومى الجمعة والسبت القادمين مع وصول أفواج مصرية أخرى، لذاك حتى الآن لم يسجل عدد إجمالى محدد للمصريين القادمين إلى الأراضى الفلسطينية المقدسة.
كنيسة المهد ببيت لحم تحتفل بعيد القيامة بنكهة مصرية
الخميس، 17 أبريل 2014 05:10 م
كنيسة المهد بمدينة "بيت لحم"
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة