خلال مهرجان "الهند على ضفاف النيل".. سفير الهند: المصريون لديهم حس دعابة "مدمر".. والعالم لا يعرف سوى "نقطة فى بحر" عن الأحداث بمصر.. وأشهر رسام كاريكاتير بالهند: حرية التعبير شريان حياة الفنان

الخميس، 17 أبريل 2014 04:50 م
خلال مهرجان "الهند على ضفاف النيل".. سفير الهند: المصريون لديهم حس دعابة "مدمر".. والعالم لا يعرف سوى "نقطة فى بحر" عن الأحداث بمصر.. وأشهر رسام كاريكاتير بالهند: حرية التعبير شريان حياة الفنان  نفديب سورى السفير الهندى بالقاهرة ومحررة اليوم السابع
كتبت رباب فتحى - تصوير محمود محمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال نفديب سورى، السفير الهندى بالقاهرة، إن المصريين لديهم حس دعاية "مدمر"، ويعرفهم العالم أجمع بخفة دمهم، متابعا: "ندمى الوحيد هو عدم مقدرتى على فهم اللغة العامية وتعبيراتها الخاصة التى يستخدمها المصريون حتى أفهم النكات التى يلقونها طوال الوقت، برغم كل شىء يمرون به".



وأضاف بالقول فى افتتاح معرض سودهير تيلانج، أشهر رسامى الكاريكاتير فى الهند، بمتحف الفن الحديث بدار الأوبرا المصرية، فى إطار فعاليات مهرجان بحضور جورج بهجورى، "الهند على ضفاف النيل" إن مصر بلد عريق ورغم ما يشاهده العالم من أحداث تقع بها من خلال وسائل الإعلام، إلا أنه لا يرى سوى نقطة فى بحر عن هذا البلد الكبير.

وأشار سورى إلى أن فن الكاريكاتير السياسى من أكثر الفنون التى تعبر عن الرأى العام، فهى لا تنتقد فقط "الكبار" من الوزراء والدبلوماسيين ومن يعتقدون أنفسهم يستطيعون عمل أى شىء، وإنما يسلط الضوء على أكثر القضايا أهمية ليس فقط من وجهة نظر المسئولين، وإنما ينحاز إلى صفوف الرأى العام.




وأوضح سورى "أن فرشاة فنان الكاريكاتير أشبه بالدبوس التى تضع الكبار من الدبلوماسيين والساسة والفنانين فى الحجم الطبيعى بعدما يتضخمون من الغرور وحب الذات".

وقال سورى عن تيلانج إنه استهدف حتى الآن ثمانية رؤساء وزراء هنود من خلال أعماله، وسخر من رئيس الوزراء الحالى، مانموهان سنج من خلال 150 كاريكاتير وضعها فى كتاب أسماه "لا يا رئيس الوزراء".

وأضاف سورى أن حرية التعبير والديمقراطية فى الهند وقفت إلى جانب تيلانج، وجعلته كأعتى المعارضين للنظام.



ومن ناحية أخرى، اتفق سودهير تيلانج مع السفير الهندى وقال فى كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح المعرض "إن حرية التعبير والديمقراطية هما شريان حياة أى فنان ولاسيما رسام الكاريكاتير الذى يعتمد عمله على المبالغة والانتقاد، وحرية التعبير هى حياته، ولا ينجح إلا فى ظل الديمقراطية"، مضيفا: "فالكاريكاتير السياسى لديه دور يلعبه فى أى ديمقراطية، وأنا لعبت دور السياسى المعارض لكل حزب سياسى وكل مؤسسة وكل سياسى هو هدف أحد رسوماتى".

وأضاف بالقول إن الهند خلقت لفن الكاريكاتير لما تحتويه من أعداد لا حصر لها من السياسيين والدبلوماسيين والفنانين باختلاف ثقافاتهم وأديانهم، مشيرا إلى أن السياسى الناجح هو من يتصدر الرسومات.

وأوضح تيلانج أن بعض الساسة رفعوا دعوات قضائية ضده، وبعضهم دعاه إلى منزله للتحدث معه حتى أن رئيس الوزراء السابق هاتفه مرة بعدما توقف لشهور عن رسمه، وقال له "لم ترسمن منذ ستة أشهر"، معتبرا أن الانتقاد حق.
وأضاف أنه تلقى جوائز تقديرا لعمله، مشيرا إلى أن هذا "جمال الديمقراطية، فالحكومة تكرمنى على انتقادها".
وأشار إلى أن مصر لديها إمكانات هائلة فى مجال الكاريكاتير "وعندما تكون هناك حرية أكبر، سيكون هناك مجال أكبر لنجاح هذا الفن".

وقال تيلانج فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، إنه سعيد للغاية بتواجده فى مصر مع ابنته للمشاركة فى "الهند على ضفاف النيل"، إذ أن هناك الكثير من التشابه بين الثقافة الهندية والمصرية جعلته يشعر وكأنه فى بلده.

وعن رسوماته عن الثورة المصرية، إذ رسم مبارك وهو يترنح فوق الهرم الأكبر، وصورة أخرى صوره فيها وكأنه أبو الهول، قال فنان الكاريكاتير "إن الثورة المصرية كانت حدثا جلل ترددت أصداؤه فى العالم أجمع، وأثرت فيه بدرجة جعلته يخصص الكثير من رسوماته عليها، قائلا "تابعت عن كثب ما حدث أثناء الثورة، وتمنيت للمصريين النجاح".

من ناحية أخرى، قال الفنان الساخر ورسام الكاريكاتير جورج بهجورى، إن هناك بعض القيود التى تواجه رسامى الكاريكاتير فى مصر، منها بعض الموضوعات التى تتعلق بالدين والجنس.

وأضاف فى تصريحات صحفية، أن أحب فترات عمله كانت فى عهد جمال عبدالناصر، لافتا إلى أن السادات كان يهاجمه مما دفعه للسفر إلى فرنسا لمدة طويلة لأننا كنا مختلفين على "كامب ديفيد"، "ولكن أثبتت الظروف أن السادات استخدمها جيدا لأنه نشر السلام".

وأوضح البهجورى لـ"اليوم السابع" أن صداقة مصر مع الهند هدية جميلة من السفير الهندى والمركز الثقافى الهندى فى مصر، متابعا: "ومصر ينبغى أن تبحث عن أصدقائها الحقيقيين والذين يظلون أصدقاء طوال العمر، والهند واحدة من أقرب هؤلاء الأصدقاء، وهذه الفكرة أرساها جمال عبدالناصر فى مؤتمر باندونج، واليوم عادت الصداقة مع الهند حتى أقوى مما كانت ورسام الكاريكتاتير هو من يقرب الناس من بعض".

ويُعد سودهير تايلانج، أحد أهم رسامى الكاريكاتير الهنود، وقام برسم أول كاريكاتير له فى عام 1970، عندما كان يبلغ من العمر 10 سنوات، وبدأ العمل فى هذا المجال فى المجلة الأسبوعية المصورة التى تصدر فى مومباى فى عام 1982، ثم التحق بالعمل فى صحيفة نافبهرات تايمز بدلهى، وبصحيفة الأنديان إكسبريس، وهيندوستان تايمز، كما يعمل حاليا فى صحيفة اشيان إيج.

وأصدر تيلانج مؤخرا كتابا بعنوان "لا يا رئيس الوزراء" وهو عبارة عن مجموعة من رسومات الكاريكاتير التى تتعلق برئيس وزراء الهند الحالى مانموهان سينج، كما أصدر عدة كتب منها عالم سودهير تايلانج، وهنا والآن، ومجموعة من رسومات الكاريكاتير السياسى، وقام بعمل سيديهات متعددة الوسائط، بعنوان "عالم الرسومات الكاريكاتيرية" التى توضح مختلف نواحى فن الكاريكاتير، وقد حصل تايلانج على جائزة بادما شرى فى عام 2004.


































مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة