د. مصطفى النجار

كيف نداوى جراح أهل أسوان؟

الأحد، 13 أبريل 2014 07:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فجعت مجزرة أسوان قلوب المصريين وهالهم هذا العنف الغريب الذى شمل بيوتا تُحرق بمن فيها وأطفالا وشيوخا يتم ذبحهم بلا رحمة ثم حرق جثثهم، مشهد الجثث المتكومة فوق بعضها لن ينمحى من ذاكرة المصريين وسيظل شاهدا على تطور خطير وتغير قد حدث فى نفسية المصريين الذين يستهجنون العنف ولم يتخيلوا أن هذه المشاهد الدامية من الممكن حدوثها فى مصر. الجانب الجنائى فى القضية والمسؤولية الأمنية وملاحقة المتورطين وتقديمهم للعدالة أمر بديهى، كذلك البحث عن جذور المشكلة وعدم التعامل معها كحادث وقتى عابر، بل على علماء علم الاجتماع والنفس دراسة البيئة التى أفرزت هذا العنف غير المسبوق والبحث عن مقترحات عملية للتعامل مع المسببات التى قد تكون موجودة فى مناطق كثيرة من مصر، لكنها كامنة وقابلة للانفجار فى أى لحظة.

من شاهدوا اللقاءات التليفزيونية التى ظهر فيها أهالى الضحايا وشهود العيان الذين حكوا ما حدث لن يستطيعوا أن ينسوا هذه الطفلة التى لم تتجاوز الرابعة وقد جلست بجوار جدتها التى كانت تحكى كيف قتلوا ابنتها ذات الثلاثين عاما والأم لطفلتين وبينما كانت الجدة تتحدث قالت الحفيدة: «أمى ماتت.. قتلوا أمى» قالتها الطفلة الصغيرة، وهى لا تدرى معنى الموت ولا تدرى أن أمها لن تعود إليها مرة أخرى، ولكن حين تكبر هذه الطفلة ستتذكر وتدرك كيف قتلوا أمها أمام عينيها.

مشاهد المنازل المحترقة تبين أنها ليست حرائق عادية سببت بعض الضرر، بل هى حرائق قاسية دمرت هذه البيوت بالكامل وصار سكانها فى الشارع بلا مأوى، تخيل أن بيتا قد قتل فيه فرد أو اثنان أو ثلاثة ثم تم إحراقه كيف سيكون شعور من تبقى من أهل هذا البيت؟، الحديث عن تعويضات حكومية لم يتحقق بعد وما زال وعودا فقط، وإصلاحات المنازل المحترقة وتعويض خسائرها لم يتم بل اقتصر الإعلان عن إزالة آثار الحريق من قبل لجنة بالإسكان بمحافظة أسوان دون تعويض الخسائر وإعادة بناء وتجهيز البيوت.

هذه الخطوة يجب أن تتم بسرعة لتكون بردا وسلاما على قلوب الناس وتقلل حرقة قلوبهم على مصابهم الجسيم، كذلك يجب التفكير فى بناء ضريح جماعى هناك كنصب تذكارى يخلد فيه أسماء الضحايا الذين سقطوا بسبب الفتنة القبلية حتى تكون تذكيرا للجميع بأن الفتنة تصنع القتل وتنشر الموت وهذا بالطبع بعد إبرام مصالحة شعبية حقيقية ينزع بها فتيل الفتنة الذى ما زال متأججا وينذر بتكرر الأحداث طالما ظلت روح الثأر ملتهبة.

أهلنا فى النوبة جزء لا يتجزأ من مصر وكلهم يشعرون بصدمة بالغة عقب مجزرة أسوان، وبغض النظر عن كون العدد الأكبر من الضحايا ينتمون لهذه القبيلة أو القبيلة الأخرى فإن هناك مرارة حقيقية تحرق قلوب المصريين النوبيين الذين يعرف الجميع أنهم مسالمون ولا يبدأون أبدا بالعدوان، فليكن ما جرى بداية لتصحيح الأوضاع وإنهاء الإحساس بالتهميش لدى النوبيين، ما حدث فى أسوان تناولته الصحافة العالمية بشكل سيزرع الخوف فى قلوب السائحين الذين رأوا أكواما من الجثث متراكمة فوق بعضها ونخشى أن تتأثر أسوان إحدى أهم مدن مصر السياحية بما جرى، بالإضافة إلى انكماش الإقبال السياحى على مصر بشكل عام لذلك نحتاج لحملات ترويجية تمحو الآثار السلبية لما حدث.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 6

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطنه

الأجابه: نداوى جراح أهل أسوان بأن ننظف مصر من الخونه و العملاء و الفوضويين

عدد الردود 0

بواسطة:

star

إطلع منها إنت و سوف يتم مداوتها !

التعليق فوق

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد سيد الأهل - أسوان

لولا الفتنه و المخربيين الذين يقتاتون على الفتن ما أريقت نقطه دم واحده

عدد الردود 0

بواسطة:

تامر محمد ربيع

الامن

عدد الردود 0

بواسطة:

سيد بلال المحامى

نعرف الأول نداوى جراح أهل مصر من النتائج الكارثية لنكسة 25 يناير !!

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد

الخونة

الخونة هم سبب خراب البلد

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة