فى الأسبوع الماضى قام المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء بأول زيارة له لمحافظات الصعيد وبدأها بمحافظة أسيوط وكانت زيارة ناجحة لرئيس الوزراء النشط، وفقا للمتابعين للزيارة، حيث لمس على أرض الواقع حجم المشاكل التى يعانى منها الصعيد من فقر وبطالة وإهمال وتدنٍ فى مستوى الخدمات، واستمع إلى ناس الصعيد ومدى إحساسهم بالظلم الاجتماعى والتجاهل من الدولة طوال الأربعين عاما الماضية وربما منذ رحيل جمال عبدالناصر الذى أولى الصعيد اهتماما فائقا وأنشأ فيه المصانع مثل الحديد والصلب والألومنيوم إضافة إلى المشروعات القومية مثل مشروع السد العالى الذى عمل فيه ملايين المصريين من الصعيد ووجه بحرى لأكثر من 10 سنوات ووفرت الدولة ملايين فرص العمل وساهمت فى تنمية الصعيد وسدت منافذ الهجرة الداخلية من قرى ومدن الصعيد إلى القاهرة وتحويل العاصمة إلى ملجأ للعشوائيات وبدأ تأسيس لاقتصاد غير رسمى فى الدولة وهو ما حدث منذ منتصف السبعينيات وحتى الآن.
ولو افترضنا أن هناك حوالى 5 آلاف قرية فى مصر تعانى من مشاكل الفقر والمرض والبطالة، فإن أكثر من نصف هذه القرى الفقيرة تتواجد فى محافظات الصعيد ولم تنل حظها من أى خطط للتنمية التى أعلنت عنها الدولة فى عصر مبارك، ولذلك فالصعيد المنسى جاء دوره بعد سنوات الإهمال ليحتل الصدارة فى اهتمام الحكومة بعد ثورتين كان شعارهما العدالة الاجتماعية والعيش الكريم.
وأظن أن زيارة المهندس محلب هى بداية حقيقية لهذا الاهتمام وبدء تنمية حقيقية وتشجيع رجال الأعمال والمستثمرين لإنشاء مشروعات فى الصعيد واستيعاب الأيدى العاملة حتى تكون البداية الحقيقية لمواجهة الإرهاب والتطرف الذى استغل الظروف المعيشية الصعبة لأهالى الصعيد والفقر المجسد فى دروبه وحوله إلى منابع للأفكار المتطرفة ومستودع للإرهاب.
وأقترح على رئيس الوزراء أن يؤسس مكتبا للحكومة فى إحدى محافظات الصعيد ولتكن محافظة أسيوط ويتم عقد اجتماع ولو شهريا للحكومة هناك تنطلق بعدها الزيارات للوزراء إلى باقى محافظات الصعيد. وهو ما سوف يعطى لأهالى الصعيد الإحساس بأنهم ليسوا بعيدين عن اهتمام الدولة، وتكون بداية استعادة الثقة فى الحكومة.
التنمية الحقيقية تبدأ من الصعيد لتجفيف منابع الإرهاب والحفاظ على العاصمة من العشوائية والتشوه.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة