أصدر رئيس الجمهورية المؤقت مؤخرًا قرارًا بتكريم من ساهموا فى تحرير «طابا» من خلال التحكيم الدولى، وسقط سهوًا من بين الأسماء اسم الدكتور «وحيد رأفت» وجرى تداركه، ولكن اسمًا آخر جرى تجاهله أيضًا وهو الدكتور «أحمد عصمت عبدالمجيد» نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية حينذاك والذى كان إسهامه يوميًا مع الرئيس الأسبق «مبارك» لمتابعة تطورات سؤال التحكيم واقتراحات «بيريز» المستفزة فيما يسمى «مشاركة التحكيم»، وأنا شاهد عيان على تفاصيل ما جرى باعتبارى سكرتير رئيس الجمهورية للمعلومات حينذاك فى منتصف ثمانينيات القرن الماضى.
حيث اطلعت شخصيًا على الأوراق المتبادلة مع «محكمة العدل الدولية» كافة، والجهود المبذولة للحصول على الخرائط التاريخية، ومتابعة مداولات المحكمة بصفة تكاد تكون أسبوعية، وفى رأيى أن قرار التكريم قد اختص موظفى الخارجية من زملاء دبلوماسيين على حساب شخصيات أخرى لم تكن تخدم فى هذه القضية بحكم وظائفها، ولكن بدوافع وطنية نبيلة ومشاعر عميقة بالانتماء للوطن، ولعلى أتذكر الآن اسم «إسماعيل باشا شيرين» آخر وزير للحربية فى عهد الملك «فاروق» وزوج شقيقته الأميرة «فوزية» التى رحلت مؤخرًا.
حيث تطوع ذلك المصرى الغيور على تراب وطنه بتقديم بعض الخرائط التى أفادت فى تحديد نقاط الحدود وموقع «شجرة الدوم»، معتمدًا على خرائط عثمانية وبريطانية، لذلك كان يجب أن يشمل التكريم اسم ذلك الرجل إلى جانب الدكتور «أحمد عصمت عبدالمجيد»، ودون إغفال اسم الدكتور «وحيد رأفت»، وأيضًا الدكتور «حامد سلطان» أستاذ أساتذة القانون الدولى فى «مصر» رحمهم الله جميعًا، وإذا كان الموتى لا صوت لهم فإن هناك من الأحياء من ينصفونهم!
د. مصطفى الفقى يكتب: ملحمة طابا.. الدكتور عصمت عبد المجيد سقط سهوا من قائمة المكرمين.. والتاريخ يشهد أن الرجل لعب دورا كبيرا فى إدارة الأزمة
الأحد، 30 مارس 2014 08:25 ص