عندما أعلنت روسيا أحقيتها فى ضم شبه جزيرة القرم، فر الكثير من الأوكرانيين والتتار من شبه الجزيرة ليصبحوا لاجئين غير معترف بهم فى بلادهم.
وقررت "زانا زينوفيفا" وزوجها "ياكوف فيتيوك" الفرار من شبه الجزيرة بعد ساعات من دخول قوات موالية لروسيا إلى بلدة ييفباتوريا مسقط رأسهما، وتقول زينوفيفا " لقد قام أصدقاء من سيفاستوبول بتحذيرنا".
واستقلت الأسرة القطار إلى البر الرئيسى الأوكرانى فى اليوم التالى، قبل ثلاثة أسابيع، ويعيش الزوجان وابنتهما كاتيا البالغة من العمر 13 عاما والقطة كيتسا منذ ذلك الحين فى فندق فى دنيبروبيتروفسك، جنبا إلى جنب مع آخرين فروا من شبه جزيرة القرم.
وتحتوى الغرفة الصغيرة ذات السريرين على ثلاجة وإبريق شاى وجهاز الكمبيوتر الخاص بهم كمصدر للمعلومات، وتطل شرفة الغرفة على صفحة عريضة من نهر الدنيبر وعلى خضرة فصل الربيع.
وأضافت زينوفيفا "لم نحضر أغراضنا معنا، لكننا أحضرنا القطط". وهناك أربع قطط بين سبع أسر تقيم فى الفندق، وهناك المزيد من الأشخاص الفارين يقيمون فى فنادق أخرى أو مع الأقارب و الأصدقاء.
وأجبرت أوكرانيا على التعامل مع النازحين بسبب ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، وتقدر السلطات أن حوالى ثلاثة آلاف شخص وصلوا حتى الآن.
ويقول مصطفى جميليف الرئيس السابق لمجلس تتار القرم إن أكثر من خمسة آلاف شخص من جماعته العرقية، معظمهم من النساء والأطفال، فروا من شبه الجزيرة، وتوجه معظمهم إلى مناطق لفوف وإيفانو فرانكيفسك فى غرب أوكرانيا.
وقالت "زينوفيفا"، التى كانت تدير مطعما صغيرا فى ييفباتوريا لكنها كانت أيضا ناشطة فى المعارضة الأوكرانية إن الناس فروا لأنهم شعروا بالتهديد، وتابعت "تلقينا مكالمات وقيل لنا إننا سنتعرض للقتل، وقالوا إن إغلاق أبوابنا لن يحمينا".
وقاد زوجها فيتيوك، وهو نجار ومصور، سيارته إلى كييف و ميدان الاستقلال ثلاث مرات للانضمام إلى الاحتجاجات ضد الرئيس الموالى لروسيا فيكتور يانوكوفيتش.
و ميدان الاستقلال هو الساحة التى شهدت فى كييف احتجاج النشطاء المؤيدين للاتحاد الأوروبى على مدى نحو ثلاثة أشهر حتى هرب يانوكوفيتش فى أواخر فبراير الماضى.
وقال فيتيوك "نحن، الأغلبية فى أوكرانيا، نريد تغيير النظام الذى حكمنا على مدى السنوات الـ 20 الماضية أغلبها تحت قيادة يانوكويتش".
ويقول يفجينى كليمنكو، وهو لاجئ آخر يعمل مصورًا، لصحيفة "سيجودنيا" : "عندما كشفت أنها تؤيد ميدان الاستقلال، تحول الأصدقاء بسرعة إلى أعداء .. سمعنا تهديدات بأن كل الذين يتحدثون الأوكرانية سيجرى التعامل معهم".
لذلك فر كليمنكو أيضا من شبه جزيرة القرم، مع ابنته إيفا، البالغة من العمر خمسة أعوام.
ويعيش اللاجئون على التبرعات، وتتلقى أسرة زينوفيفا دعمًا من مركز للياقة البدنية، وعلى الفور ضمت مدرسة فى دنيبروبيتروفسك الابنة كاتيا كطالبة فى الصف الثامن.
ووصلت زينوفيفا وعائلتها إلى دنيبروبيتروفسك عن طريق الصدفة. وقالت إنها نشرت نداء من أجل الحصول على مساعدة على الإنترنت وتلقت دعوة من قبل نائب حاكم المقاطعة بوريس فيلاتوف.
ولا يتوقع أهالى القرم الذين يعيشون حاليا فى دنيبروبيتروفسك عودة سريعة إلى ديارهم.
ويرى فيتيوك أن شبه جزيرة القرم "لا يمكن استعادتها بسرعة".
الأوكرانيون الفارون من شبه جزيرة القرم يسعون لبدء حياة جديدة
الأحد، 30 مارس 2014 02:51 م