شن أعضاء بجماعة الإخوان ومناصرون لها، هجوما عنيفا ضد الدكتور محمد على بشر القيادى بالجماعة والمفوض بإدراة شئونها السياسية على خلفية برقية التى بعث بها إلى البابا تواضروس الثانى يعزيه فيها فى وفاة والدته، فى حين اعتبرت مصادر سياسية أن البرقية تحمل مضامين سياسية رغم تأكيد صاحب الرسالة على أنها تحمل بعدًا إنسانيًا فقط.
وقال "بشر" فى رسالته "أتقدم بخالص العزاء لبابا الكنيسة المصرية تواضروس الثانى فى رحيل الفقيدة والدته، وقال فى تصريحات صحفية له أن هذا العزاء هو موقف إنسانى منه فقط.
وكشفت مصادر داخل التحالف الداعم للإخوان أن الخطوة التى أقدم عليها "بشر" كانت خطوة فردية دون أن يستشير أعضاء التحالف، وهو ما أغضب قيادات التنظيم لاسيما الأحزاب السلفية.
وأضافت المصادر فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أن هذه الخطوة أثارت حالة من الغضب، حيث كان التحالف قد اتفق قبل ذلك على أن تكون كافة الخطوات والقرارات وبإجماع التحالف والتشاور بين قياداته والخطوة التى قام بها بشر بتعزيته التى لم يكن يعلم بها أحد.
من جانبه هاجم عبد الرحمن عز الهارب خارج مصر محمد على بشر، واصفا إياه بالعلمانى، ووصفه عبر حسابه الشخصى على "فيس بوك"حيث نشر تصريحاته وعلق عليها قائلا :" العلمانيون الجدد" بينما هاجم أعضاء آخرون بالجماعة بشر وقال أحدهم " بهذه.. محمد على بشر لا يمثل الثورة، ولا الثوار، ولا يتحدث باسم التحالف بعد اليوم, إلى مزبلة التاريخ أيها الرعديد"، وأضاف عضو أخر :" ماذا ترجو يا عضو الإرشاد.. غير الخسران المبين أنت ومن اتبعك ومن برر لك؟".
وكشف الهجوم الذى تعرض له محمد على بشر من أعضاء الإخوان عن حالة من التناقض داخل رؤية الجماعة للتعامل مع الأقباط، حيث تجدر الإشارة إلى أن فتاوى متناقضة صدرت عن عبد الرحمن البر مفتى الجماعة بخصوص تهنئة الأقباط فى أعيادهم، انتهت إلى إجازة تهنئتهم بعيد الميلاد المجيد، وتحريم تهنئتهم بعيد القيامة.
من ناحيته قال أحمد ربيع الغزالى القيادى الإخوانى المنشق إن تصرف محمد على بشر فردى نابع من عقليته الانفتاحية وليس نابعًا من جماعة الإخوان وتحالفها الذين يتخذون سياسة الانعزالية عن المجتمع، مشيرا إلى أن جماعة الإخوان تعتمد فى وقت الأزمات على أن تدفع بشخصية منفتحة للتواصل مع الجميع، ثم تقوم هى بالعنف والإرهاب .
وصرح الغزالى لـ"اليوم السابع" بأن تصرف بشر ليس توجهًا داخل الجماعة، وإنما جاء من بشر ذاته، وهو ما قد يجعل قيادات بالتحالف تغضب منه، مقللا من تأثير هذا التصرف داخل التحالف لأن تحالف الإسلاميين ليس تحالفًا دائمًا وإنما مؤقتًا، وأوضح أن أفكار الأحزاب داخل التحالف متباينة للغاية، وأن تحالفهم مؤقت لتوحد الأهداف فقط، وبمجرد ضياع هذه الأهداف سينشق التحالف بالكامل.
