"شق التعبان".. سكنه فنانو الرخام فرحلت الثعابين

السبت، 29 مارس 2014 10:07 ص
"شق التعبان".. سكنه فنانو الرخام فرحلت الثعابين عمال شق التعبان
كتبت رانيا سعد الدين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما أن تطأ أقدامك منطقة "شق التعبان" إلا وتندهش عيناك من كثرة كتل الرخام وبلوكات الجرانيت المتناثرة هنا وهناك بأحجام وألوان متنوعة فى أحضان طبيعة جبلية رائعة، لكنك لا تعرف ماذا يمكن أن يفعل بكل هذه الحجارة إلا بعد أن تلمسها أصابع "الصنايعى" الماهر لتتحول إلى تحف فنية تسلب الألباب.

يقول "فريد السيد"، 28 سنة، أعمل فى "شق التعبان" منذ أكثر من عشر سنوات بعدما حصلت على شهادة الدبلوم، إلى أن أصبحت فى هذه السن الصغيرة "صنايعى درجة أولى"، ويوميِّتى أكثر من مائة جنيه ففى هذا المكان فقط "يكرم الصنايعى أو يهان"، وكلما كنت بارعا فى عملك ومتقنا لكافة عمليات التقطيع والتشكيل، والعمل فى المحاجر والمكاسر زادت اليومية وقد يكون الحظ حليف الصنايعى ويعجب به أحد الخواجات الذين يأتون إلى "شق التعبان" لعقد صفقات الرخام أو الجرانيت وكثير من زملائى سافرو إيطاليا وبيروت ودول الخليج، لأنهم أكثر الدول التى يأتى منها مستثمرون لعقد صفقات، ومن شق الثعبان يتم تصدير أجود أنواع الرخام والجرانيت للعالم، وخاصة الصين وشرق آسيا، حيث ينتشر الرخام المسمى بـ"الجلالة المصرى" هناك بشكل واسع، يستطرد "فريد" حديثه ولهذا اهتمت الحكومة المصرية بالمنطقة اهتماما كبيرا، وتسعى لإنشاء مصانع جديدة وسيكون فيها مراكز تدريب وتكنولوجيا حديثة.

يضحك "فريد"، ويقول سبب تسمية المكان بشق التعبان لأن الجبال كانت تكثر بين شقوقها الثعابين الصغيرة والكبيرة والحيات، لأن المكان كان مهجورا، وجديد أن "البنى آدمين" يتواجدون فيه نظرا للطبيعة الجبلية، وعدم وجود طرق مستوية وامتلاء المنطقة بالصخور والرمال والحجارة، وكان أصدقائى أول ما اشتغلت فى المكان عندما يعرفون اسم المكان الذى أعمل به يقولون لى وأنت بتشوف التعابين فى الشقوق وأنت ماشى، وكنت بقول لهم "آه"، وطول ما أنت مابتئذيش التعبان ولا بتهد شقه هو لا بيئذيك ولا بييجى جنبك، لكن الآن البنى آدمين إلى فى المكان أصبحوا أكتر من التعابين فأصبحنا لا نرى أى تعبان تقريبا تركوا لنا المكان ورحلوا وأصبح اسم على غير مسمى".











مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة