تعتبر محطة الركاب البحرية بميناء الإسكندرية نموذجا للوعود التى تطلق ولا تأخذ طريقها للتنفيذ, فالمحطة التى تكلف إنشاؤها 120 مليون جنيه بأسعار عام 2007 أصبحت أشبه بالمبنى المهجور الذى تسكنه الأشباح، فهى مغلقة منذ انتهاء إنشائها ولم تُفتح إلا أثناء زيارة وزراء النقل لميناء الإسكندرية، حيث حرص كل وزير تولى مسئولية وزارة النقل أثناء زيارته للميناء على زيارة هذه المحطة.
"اليوم السابع" تجولت داخل المحطة وهى عبارة عن مبنى ضخم يشمل مكاتب إدارية تم إنشاؤها ليتم إنهاء إجراءات المسافرين عبر الراكب البحرية من خلالها، ولتكون خاصة بإدارتى الجوازات والجمارك، فضلا عن محلات تجارية تمثل مولا تجاريا مخططا تشغيله داخل المحطة لخدمة المسافرين وأبناء الإسكندرية، فضلا عن حديقة كبيرة أمام محطة الركاب تكلف إنشاؤها وحدها نحو 19 مليون جنيه.
اللافت أن كل وزير جاء على رأس وزارة النقل منذ إنشاء المحطة عام 2007 حتى حكومة الدكتور حازم الببلاوى رئيس الوزراء السابق حرص أثناء زيارته لميناء الإسكندرية على زيارة هذه المحطة، وعقد مؤتمرا صحفيا خلال زيارته لها يعلن فيه عن اعتزام الوزارة طرح تلك المحطة فى مناقصة عالمية من أجل تشغيلها، ثم تمر الأيام ولا ينفذ الوزير وعده ويترك منصبه، ويأتى وزير جديد على رأس الوزارة يفعل ما فعله من سبقه ولا ينفذ أيضا وعده، حتى وصل إلى أن 6 وزراء تعاقبوا على حقيبة النقل زاروا الميناء دون أن يستطيعوا تنفيذ وعودهم بتشغيلها حتى الآن.
وهو نفس ما يؤكده الربان محمد سعيد أيوب الرئيس الأسبق للإدارة المركزية للخدمات البحرية والفنية بميناء الإسكندرية، والذى قال: "كل الوزراء الذين توافدوا على وزارة النقل بداية من علاء فهمى حتى الدكتور إبراهيم الدميرى زاروا المحطة أثناء زيارتهم للميناء وتعهدوا بتشغيلها، لكنهم لم ينفذوا وعودهم"، لافتا إلى أن المحطة تكلف إنشاؤها 120 مليون جنيه، بينهم 18.6 ملايين جنيه تكلفة إنشاء حديقتها.
وأضاف أيوب لـ"اليوم السابع" أمس الاثنين، أن تكلفة صيانة الحديقة وحدها تصل سنويا لنحو نصف مليون جنيه، وأن المبنى أصبح مهملا لا تجرى له صيانة دورية جيدة، مما أثر بالسلب على كفاءته وكفاءة أجهزة التكييف به، لافتا إلى أن المبنى مغلق منذ إنشائه، لعدم إجراء دراسة جدوى جيدة قبل إنشاء هذه المحطة، مستطردا: "يوجد محطة ركاب أخرى صغيرة بالقرب من تلك المحطة تم إنفاق 7 ملايين جنيه على إعادة تطويرها، وهى التى تستخدم حاليا فى إنهاء إجراءات المسافرين عبر الميناء".
وتابع أيوب: "ما أقوله أكده تقرير الجهاز المركزى للمحاسبات ولم يتحرك أى مسئول تجاه هذه المخالفات والأموال التى تم إهدارها على إنشاء تلك المحطة التى لم يتم تشغيلها حتى اليوم"، لافتا إلى أن كل وزير يزور الميناء يقوم بزيارة المحطة ويطلق مجموعة من التصريحات والوعود لكن سرعان ما يتأكد للجميع أنها مجرد وعود وردية لا تُنفذ.
"اليوم السابع" حاولت الحصول على رد هيئة موانئ الإسكندرية حول عدم تشغيل المحطة حتى اليوم، رغم إطلاق وعود كثيرة بتشغيلها، إلا أن مسعد عامر مدير العلاقات العامة بالميناء لم يرد على هاتفه، بينما ظل رضا الغندور المتحدث الرسمى لهيئة الميناء يماطل لمدة 4 أيام قائلا إنه سوف يرسل رد هيئة الميناء للمحرر، لكن لم يرسل شىء وبرر ذلك بأنه مشغول.
بينما قال اللواء عادل ياسين رئيس هيئة موانئ الإسكندرية لـ"اليوم السابع" إنهم طرحوا المحطة مؤخرا فى مناقصة، وتقدم إليها شركتان لكن أعلى عرض فيهما كان أقل من القيمة التقديرية التى وضعتها هيئة الميناء، مما دفعها إلى تجميد هذه المناقصة، لافتا إلى أنهم يتفاوضون حاليا مع الشركة التى قدمت العرض الأعلى من أجل رفع عرضها ليتمشى مع القيمة التقديرية التى حددتها هيئة الميناء، متوقعا أن يتم الانتهاء من المفاوضات والتعاقد مع هذه الشركة خلال 3 أسابيع على الأكثر، بحيث يتم تشغيل تلك المحطة.
"محطة الركاب البحرية بالإسكندرية.. المشروع الذى أهمله الجميع".. أنشئت عام 2007 بتكلفة 120 مليون جنيه.. وزارها 6وزراء وتعهدوا بتشغيلها.. ورئيس الميناء: نتفاوض مع شركة لتشغيلها خلال 3 أسابيع
الأربعاء، 26 مارس 2014 12:12 ص
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة