أوصى تقرير لمؤسسة "راند" الأمريكية للأبحاث شركاء ليبيا الدوليين بأن يكونوا جاهزين لاحتمال نشر قوة سلام فى ليبيا، معتبرا أن "احتمال الحرب الأهلية ليس بعيدا للأسف، رغم أنه مازال يمكن تجنبه عبر مقاربة صحيحة وشئ من الحظ".
وقال التقرير - الذى أعده الباحثان كريستوفر تشيفيس وجيفرى مارتيني، ونقلته صحيفة "أجواء البلاد" الليبية الإلكترونية - إن "أفضل الخيارات هو أن تتولى الأمم المتحدة مهمة حفظ السلام، لكن إذا منعت الخلافات فى مجلس الأمن من نشر القوة، فإن حلف الشمال الأطلنطي " ناتو" والاتحاد الأوروبى سيتوجب عليهما التصرف بشكل مستقل، والأفضل أن يكون ذلك إلى جانب مجلس التعاون الخليجى والجامعة العربية".
وأضاف أنه "بوسع الفاعلين الخارجيين تعزيز الأمن فى ليبيا، لكن الكلفة تزيد ــ كما يبدو ــ بكثير على ما يمكن للمجتمع الدولى تعبئته حاليا.. كما أنه يمكن فرض الأمن أيضا لو سيطرت إحدى المجموعات المسلحة على البقية لكن هذا لن يأتى إلا بعد صراع أهلى، وسيكون هذا علاجا أسوأ من الوضع الراهن".
وتابع أنه "وبدلا من ذلك بوسع بعض المجموعات فى ليبيا الوصول إلى توافق سياسى يخفف من الاحتقان ويتضمن خطوات محددة لتحسين الأمن".
وقال التقرير إن "للولايات المتحدة وحلفائها مصالحا إستراتيجية معا فى ضمان أن لا تنزلق ليبيا إلى العنف، وأن تحولها إلى ملجأ للمجموعات الجهادية على مرمى حجر من أوروبا، سيمثل مشكلة كبرى للغرب"، لافتا إلى أن العنف الإرهابى المتصاعد فى ليبيا سيكون له أثر مخيف على منطقة الساحل.
وأضاف أنه "فى الذكرى الثالثة لاندلاع الثورة الليبية، تستمر حالة كبيرة من عدم الاستقرار، والمسار السياسى متوقف والأفاق الاقتصادية تتدهور، رغم أنه من الواضح أن ليبيا في حال أفضل من سوريا وبلدان أخرى فى المنطقة".
واعتبر التقرير أنه "فضلا عن أثرها المباشر على الحكم، فإن حالة عدم الأمن وضعت أيضا الحكومة أمام تحديات تتجاوز بكثير قدراتها، وخلقت مزيدا من الانشغال لحكومة هى فى الواقع فريسة للضغط".
ورأى أن إرساء متدرج للاستقرار فى ظل حكومة تمثيلية ونظام دستورى سيتيح منافع مستمرة من الطاقة والموارد الأخرى فى ليبيا، وهو ما سيعزز المنطقة بشكل عام، منبها إلى ضرورة أن تضاعف الحكومة وشركاؤها الدوليون جهودهم للسيطرة على الموقف الأمني فى ليبيا عبر خطوات مثل نزع السلاح وتسريح المقاتلين وإعادة إدماجهم.
ونوه التقرير بأنه على "الرغم من التحديات الراهنة، فإن ليبيا تظل متمتعة بميزات عديدة مقارنة بباقى المجتمعات التى تعيش أوضاع ما بعد النزاعات، وهو ما يعزز الحظوظ فى تحسن الوضع.. حيث أن حجم السكان الصغير نسبيا سبب للتفاؤل، كما أن العديد من الليبيين يظلون بشكل عام أقرب فى أفاقهم إلى الأمريكيين رغم نفورهم العام من النفوذ الأجنبى".
مؤسسة أمريكية توصى شركاء ليبيا الدوليين بالاستعداد لاحتمال نشر قوة سلام
الثلاثاء، 25 مارس 2014 10:53 م