تناولت مجلة "نيوزويك" الأمريكية موقف الصين وصمتها إزاء ما يحدث فى أوكرانيا، وقيام روسيا بضم شبه جزيرة القرم إليها، وفسرت ذلك بأن الأمر له علاقة بالشأن الصينى نفسه، وقلق بكين من إمكانية إجراء استفتاء على الاستقلال فى تايوان التابعة لها.
وقالت المجلة إنه فى اليوم الذى أُعلن فيه رسميا عن انضمام القرم إلى روسيا، شكر بوتين حلفاءه ومن بينهم الصين. لكن بعدها، كان مسئولا رفيعا بالبيت الأبيض يتحدث عن قصة مختلفة تماما، حيث قال، مشيرا إلى امتناع الصين عن التصويت على قرار لمجلس الأمن الدولى يدين الاستفتاء فى القرم، إن الولايات المتحدة تقود مجتمعا دوليا موحدا فى إدانة هذا الإجراء، بينما تجد روسيا نفسها وحدها فى الإصرار على شرعية تدخلها فى أوكرانيا.
والآن بعد مرور أكثر من شهر على الأزمة الأوكرانية، لا يزال موقف الصين غير واضح، فهل تحافظ بكين على تحالفها التقليدى مع موسكو، أم أن الرئيس شى جين بينج ووزارة خارجيته يقفون بجانب واشنطن؟.
وترد نيوزويك قائلة، إن الإجابة تبدو لا هذا ولا ذاك.. فمع انخراط قوى الحرب الباردة السابقة فى صراع دبلوماسى مفتوح على أوكرانيا، فإن الصين، وهى قوى عظمى صاعدة، تجلس بشكل مؤكد على الهامش. فليس لبكين مصلحة ولا رغبة فى توريط نفسها فى السياسات المحيطة بصراع بعيد تماما عنها، لاسيما أنه يمس بعض من أكثر قضاياها حساسية، وهى وحدة الأراضى. وهذا لا يعنى أن شى ورفاقه فى الحزب الشيوعى الصينىى لا يراقبون بحذر ما يجرى فى القرم. فمع تكشف الأحداث، ربما يصبح الهامش مكانا غير مريحا للبقاء فيه، وفقا لتعبير المجلة الأمريكية.
ويقول جوناثان بولاك، الخبير بمعهد بروكنجز الأمريكى، إن الموقف الصينى يعتمد على فكرة "لا تلقى بخيارات لا تمتلكها"، ولكنه يعتمد على إيجاد طريقة للحفاظ على التوازن. وهذا أمر قوله أسهل من فعله، لكنه يرى أن الصينيين مهرة للغاية فى ذلك.
وتمضى المجلة قائلة إن السنوات الأخيرة كانت قد شهدت تقارب روسيا والصين، وكانت أول زيارة رسمية للرئيس الصينى لموسكو، وتوسعت العلاقات التجارية بين البلدين، وهناك مجموعة من عقود الطاقة المربحة التى تم توقيعها فى أكتوبر الماضى، والتى ستضخ ما قيمته 85 مليارا من النفط الروسى للصين المتعطشة للطاقة على مدار السنوات العشرة القادمة.
وتفسر الصحيفة الموقف الصينى الرافض للانحياز لطرف معين قائلة، إن الأمر له علاقة بالمصلحة الذاتية لبكين أكثر من حرصها على أوكرانيا.. وجاء واضحا فى بيان الخارجية الصينية مطلع الشهر الجارى، حيث قال إنهم يحترمون "استقلال" و"سيادة" و"وحدة أراضى" أوكرانيا. وهذه القضايا الثلاث مهمة جدا للصين، والاستفتاء موضوع حساس بسبب تايوان والتبت.
فيقول بونى جلاسر، المستشار فى شئون آسيا بمركز الدراسات الدولية والإستراتيجية قوله، إن مبعث قلق الصين الأساسى إزاء أى استفتاء يجرى فى أى مكان بالعالم يتعلق بتقرير المصير، هو تداعيات إجراء واحد مشابه فى تايوان. فمنذ انتهاء الحرب الأهلية الصينية عام 1949، عندما راجع القوى القومية إلى تايوان أمام الجيش الأحمر الشيوعى التابع لماو، أصرت بكين على أن الجزيرة تنتمى لأرضها، فى حين تدعى حكومة تايوان السيادة.
نيوزويك: مشكلة تايوان والتبت سبب بقاء الصين على الهامش فى أزمة القرم
الإثنين، 24 مارس 2014 11:30 ص