الأمومة نعمة من نعم الله، أروع ما فى الحياة، فالأم هى القدوة والمثل الأعلى، هى الصديقة والحبيبة والرفيقة، ما أجملها حين تغمر أطفالها بحبها وحنانها، تمنحهم الاهتمام والثقة، تكسر أى حواجز نفسية تقف عائقا بينها وبينهم، تشارك أبناءها اهتماماتهم وهواياتهم، تعطيهم الفرصة للتعبيرعن مشاعرهم، تستمع إليهم بحب وشغف وسعادة، تبتعد عن تعنيفهم وعقابهم، تذكرهم دائما بحرصها عليهم وعلى مصلحتهم، توجه النصيحة بصورة غير مباشرة، تسعى لخلق حوار راقٍ توضح لهم من خلاله أخطاءهم، تحتفظ باحترامهم وتقديرهم، تشجعهم على بناء شخصيات مستقلة بذاتها، تساعدهم على تطوير فكرهم وتتبنى موهبتهم، تواكب جيلهم حتى تكسب ثقتهم ويشعرون بمصداقيتها، فالأم هى أصدق وأوفى وأحن إنسان بعاطفتها وتفهمها وحبها، ستمنح أبناءها السعادة والتوازن النفسى.
الأم الصديقة هى التى توجه أبناءها دون أوامر، حتى لا تواجه منهم اعتراضا وتذمرا وتمردا، تدرك أن أبناءها فى مراحل نموهم يحدث لهم تغيرات فسيولوجية وجسمانية وهرمونية يصاحبها تغيير فى مزاجهم وانفعالاتهم يصعب أحياناً التحكم فيها، دورها أن تمتص سلوك الغضب تشجعهم على تحقيق ذاتهم، إعطائهم الثقة بالنفس، تمنحهم الإحساس بالأمن والأمان، تكسب ثقتهم، تكون مخبأ لأسرارهم يستنيرون برأيها كصديقة، أهم ما يميز نجاح العلاقة بين الأم وأبنائها الرقة واللين مع الحزم والشدة إلى جانب الحب، والتفاهم والاحتواء والأمان والحنان والصداقة والود والاحترام.
الأبناء عادة ما يكون لديهم تخبط فى الأفكار, وعدم نضج سواء فى ملامح شخصيتهم , تفكيرهم أو سلوكهم , اضطراب وعدم وضوح للرؤية , عدم قدرة على إتخاذ قرارات صائبة وتحمل مسئوليتها ونتائجها , دورالأم أن تسعى لتوجيههم ,مشاركتهم والإجابة على تساؤلاتهم بوضوح بما يتناسب مع سنهم ,تفكيرهم وعقليتهم.
دور الأم الصديقة أن تكون قريبة من أبنائها، تستمع لهم تسعى لحل مشاكلهم، تطمأنهم أن الخطأ أمر وارد عند كل البشر، ليس هناك إنسان لا يخطئ، الأهم أن يتعلموا من أخطائهم، حتى لا تكرر ضرورة توجيههم دون إهانة أو تجريح، سيؤدى ذلك لشعورهم بدعم الأم نفسياً، مما يعزز من ثقتهم بأنفسهم، ويساعد فى بناء شخصيتهم بصورة سوية.
الأم التى لديها ثقة فى أبنائها ستعطيهم قدرًا من الحرية، تتابعهم دون أن تراقبهم، تدعمهم من خلال ثقتها فى تصرفاتهم، الثناء على أفعالهم، مناقشة آرائهم بشكل موضوعى، محاولة إقناعهم بأسلوب منطقى عند اختلاف الآراء، توجيههم وتوعيتهم بضرورة حسن اختيار أصدقائهم لما لهم من تأثير مباشر على حياتهم.
الخبيرة النفسية راندة حسين تكتب: "الأم الصديقة"
الجمعة، 21 مارس 2014 01:08 م