استمرار مسلسل استهداف المصريين المسيحيين فى ليبيا.. مجهولون يطلقون النار على "سلامة فوزى" بعد أيام من مقتل سبعة والفاعل مجهول.. ومسئول محلى فى بنغازى: الميليشيات السلفية تتمتع بنفوذ قوى فى المدينة

الأحد، 02 مارس 2014 04:58 م
استمرار مسلسل استهداف المصريين المسيحيين فى ليبيا.. مجهولون يطلقون النار على "سلامة فوزى" بعد أيام من مقتل سبعة والفاعل مجهول.. ومسئول محلى فى بنغازى: الميليشيات السلفية تتمتع بنفوذ قوى فى المدينة صورة ارشيفية
كتب مصطفى عنبر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تزداد حدة التطرف الدينى فى ليبيا يوما بعد يوم والذى تمارسه بعض الشخصيات والجماعات المتشددة التى تطلق على نفسها "جماعات إسلامية"، حيث أطلق مجهولون النار اليوم على "سلامة فوزى" المواطن المصرى الذى يحمل الديانة المسيحية فى مدينة بنى غازى، وذلك بعد أيام قليلة من مقتل 7 مصريين مسيحيين بليبيا، وفى الشهر الماضى قتل رجل بريطانى وامرأة نيوزيلندية فيما يشبه الإعدام على شاطئ آخر يبعد مائة كيلومتر غربى العاصمة طرابلس دون التوصل إلى مرتكبى تلك الجرائم.

وتمثل الديانة المسيحية فى ليبيا ديانة المهاجرين الأجانب خاصة الأقباط المصريين الأرثوذكس المقدر عددهم بحوالى 60,000 نسمة والكاثوليك والبروتستانت الأوروبيين والأفارقة البالغ عددهم حوالى 40,000 نسمة وبذلك تشكل المسيحية حوالى 3% من السكان.

كما يتواجد عدد من الكنائس فى عدة مدن ليبية بعضها يعمل والآخر مغلق فمثلا فى البيضاء توجد كنيستان إحداهما مقفلة، وفى طبرق هناك تواجد لجاليات مسيحية، وعدد الكنائس ثلاث كنائس أحدها تحولت إلى متحف وطنى إضافة لكنيستين بغريان ومصراتة.

وعلى مر التاريخ الدينى لليبيا لم يكن هناك تعصب يذكر إزاء الديانات الأخرى أو المذاهب الإسلامية المختلفة لكن خلال فترة التسعينيات بدأت فى الظهور تيارات فكرية تحرم وتكفر المختلفين عنها فى الرأى وتدعى أنها الفرقة الناجية، حيث تشعر الآن العديد من الطوائف المسيحية وبعض الجماعات المسلمة فى ليبيا بضغوط متزايدة من الجماعات الإسلامية المتشددة منذ الإطاحة بالرئيس الليبى معمر القذافى فى أكتوبر 2011.

وشهدت الأسابيع الأخيرة عددا من الهجمات على الطوائف المسيحية بما فى ذلك حادث طرابلس عندما قام رجل مسلح بدخول كنيسة سان فرانسيسكو الكاثوليكية وفتح النار على القس.. وقال الأسقف مارتينيلى: «لقد أراد قتله إذ فتح النار باستخدام بندقية إى كيه 47 من مسافة مترين»، مشيرا إلى أن الحادث مازال قيد التحقيق.

وفى الثالث من مارس الماضى، قامت جماعة أنصار الشريعة بمحاصرة المدرسة الأوروبية فى بنغازى واتهمت المدرسين بترويج المواد الإباحية، إذ اعتبرت تقديم مواد التربية الجنسية للطلاب أمرا غير مقبول.

ويوم 28 فبراير الماضى، قام مسلح بالهجوم على الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى بنغازى وحاول الاعتداء على قسَّين لكنهما لم يصابا فى الحادث.. وفى الوقت نفسه، تم احتجاز 50 إلى 100 قبطى فى المدينة (من العمال المصريين فى ليبيا) بتهم «نشر المسيحية». وطبقا لما ذكرته السلطات كان بحوزة المعتقلين أناجيل وكتب مسيحية وصور مقدسة.

ويوم 17 فبراير الذكرى الثانية للثورة، تم إلقاء القبض على أربعة مسيحيين أجانب بواسطة وحدة «الأمن الوقائى» بتهمة التبشير وتوزيع الكتب الدينية، وينتظر المبشرون الأربعة المحاكمة ويمكن أن يواجهوا عقوبة الإعدام.

وتحظى الميليشيات السلفية بنفوذ قوى فى المدينة بينما يتمتع أنصار الشريعة بدعم واسع فى المنطقة، طبقا لما ذكره أسامة الشريف المتحدث الرسمى باسم المجلس المحلى فى بنغازى.

وحصل الهجوم الأول على المجتمع المسيحى فى ليبيا منذ الثورة، فى سبتمبر 2012 فى إقليم مصراتة الغربى عندما قام أربعة رجال باقتحام كنيسة القديس جيورجيو دافنيا الأرثوذكسية اليونانية وإحراق ثلاث أيقونات والأعلام اليونانية والقبرصية.

وبعدها بثلاثة أشهر وتحديدا فى 29 ديسمبر، تم إلقاء قنابل يدوية على الكنيسة نفسها مما أدى إلى مقتل مصريين قبطيين. ونفذت الهجوم جماعة مصرية أصولية ويزعم أن سبب الهجوم غضبها حيال فيلم مثير للجدل حول الرسول. ولا توجد أرقام رسمية عن الطوائف الدينية فى ليبيا. وتشير التقديرات إلى وجود 1,5 مليون أجنبى فى البلاد من بينهم نحو 100,000 مسيحى، وغالبية هؤلاء من الأقباط والروم الكاثوليك وبعض الأرثوذكس اليونانيين والبروتستانت والإنجيليين.

وقال المطران تيموثيوس بشارة، رئيس الكنيسة الأرثوذكسية فى طرابلس، إن الأقباط الذين فروا أثناء القتال الذى استمر تسعة أشهر عام 2011 قد عادوا مرة أخرى، وفى تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قال المطران تيموثيوس: «نحن الأقباط نعيش بسلام فى ليبيا».

وبعد الهجوم على الكنيسة القبطية قرب مصراتة قامت الحكومة والمجلس المحلى بتقديم الدعم الكامل لنا والالتزام بضمان قدر أكبر من الأمن لمجتمعنا. الأقباط أكثر أمانا فى ليبيا من مصر الآن والسلطات تقوم بالتحقيق فى التهديدات الأخيرة».

ومباشرة بعد الاعتداء على القساوسة الأقباط الأرثوذكس نهاية فبراير الماضى فى بنغازى، أدان وزير الخارجية الليبى الاعتداء من قبل ما أطلق عليهم «رجال مسلحون غير مسئولين» وقال إن الحادث يتعارض مع تعاليم الإسلام والحقوق الأساسية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة