أكد الدكتور أحمد إيهاب جمال الدين، سفير مصر بالمملكة المغربية، أن القيادة المصرية لديها رغبة فى الارتقاء بعلاقتها مع المغرب لمستوى الشراكة الاستراتيجية.
جاء ذلك فى الكلمة التى ألقاها السفير المصرى خلال الندوة التى نظمتها السفارة المصرية بالمغرب، بالتعاون مع المركز الثقافى المصرى والمكتبة الوطنية المغربية، بعنوان "العلاقات الثقافية المصرية-المغربية"، بمناسبة افتتاح الموسم الثقافى المصرى بالمغرب لعام 2014، بمشاركة الدكتور أحمد التوفيق وزير الأوقاف وأحد كبار الكتاب المغاربة، والكاتب جمال الغيطانى، وبحضور عدد كبير من رجال الثقافة والفن والأدب، والصحفيين والإذاعيين، وكذا أعضاء السلك الدبلوماسى المعتمد بالرباط.
وأشار الدكتور إيهاب جمال الدين، فى كلمته الافتتاحية أمام الندوة، إلى الروابط الإنسانية بين الدولتين، والمراحل التاريخية التى مرت بها علاقاتهما منذ عهد الملك محمد الخامس وصولا للاهتمام الذى يوليه الملك محمد السادس لتعزيز هذه العلاقات والذى يقابله رغبة لدى القيادة المصرية فى الارتقاء بها لمستوى الشراكة الاستراتيجية.
كما أكد دور الثقافة فى تعزيز علاقات الأخوة والصداقة ودور المثقفين فى تشكيل الوجدان الشعبى، واستعداد السفارة المصرية للتعاون مع الجهات الحكومية المغربية ومنظمات المجتمع المدنى العاملة فى الحقل الثقافى لتنظيم تظاهرات مشتركة فى مصر والمغرب.
كما استعرض السفير ايهاب الأنشطة التى تعتزم السفارة المصرية تنفيذها خلال الفترة المقبلة بهدف تعزيز التواجد الثقافى المصرى على الساحة المغربية والتى تتضمن إقامة حفلات لفرقة الموسيقى العربية التابعة لدار الأوبرا المصرية فى كل من الرباط والدار البيضاء ومراكش، وتنظيم معرض لمجموعة توت عنخ آمون فى عدد من المدن المغربية، بالإضافة إلى تعزيز التبادل بين الإعلاميين والصحفيين.
ومن جانبه، أشار الدكتور أحمد التوفيق وزير الأوقاف المغربى فى كلمته إلى العلاقات المصرية المغربية منذ عصر ما قبل الميلاد، والحاجة للمزيد من الاستقصاء للإلمام بتشعبها وتعدد أبعادها. كما تحدث عن دور مصر فى الفتوحات الإسلامية للمغرب، وفى تسهيل مرور المولى إدريس الأول إلى المغرب، وعن إشادة عدد من العلماء المصريين بالدور الذى قامت به دولة المرابطين ودولة الموحدين لحماية الدولة الإسلامية.
كما تحدث الأستاذ جمال الغيطانى عن تأثير المغرب فى تكوينه الشخصى والإبداعى، وارتباطه به منذ مرور ركب الحجاج "الركب الفاسى" عبر مصر إلى الأراضى المقدسة، معتبرا أن هذا الركب شكل أقوى شريان فى علاقة الدولتين وحدثا ثقافيا ظل متواصلا حتى عام 1969، مشيرا كذلك إلى الحضور "المغربى" فى المخيلة المصرية، واكتسابه طيفا من القداسة ارتبط بقدومه من بلد بعيد.
كما تطرق الغيطانى إلى دور المغاربة فى تشييد القاهرة، واحتفاظها حتى الآن بأسماء قبائل مغربية مثل زويلة وكتامة والباطنية والبرقية، ورواق المغاربة فى الأزهر الشريف الذى كان يعد الأكبر والأنشط، والتشابه الكبير بين الجامع الأزهر، خاصة فى ركنه الفاطمى، وبين مسجد القرويين فى فاس، إضافة لما ذكره الجبرتى عن أفواج المغاربة الذين قدموا إلى مصر للجهاد ضد حملة نابوليون بونابارت، وكذا مشاركة المغرب فى حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر 1973 على الجبهتين المصرية والسورية، مضيفا أن أهم سمات المغرب هو حفظه للإرث الأندلسى من موسيقى وطعام وملبس وتقاليد عريقة.
وكان السفير المصرى قد أقام حفل استقبال على شرف الكاتب جمال الغيطانى، بحضور السفير عبد اللطيف ملين، سفير المغرب السابق بالقاهرة، ورئيس جمعية الصداقة المصرية المغربية، وعدد من رؤساء جمعيات المجتمع المدنى العاملة فى المجال الثقافى والفنانين والصحفيين ومسئولى الإذاعة الوطنية المغربية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة