تحتفل الكنيسة بالذكرى الثالثة لرحيل البابا شنودة الثالث، وكعادة المصريين فى مثل هذه المناسبات لا يعرفون إلا ذكر مناقب المحتفل به، ثم بعد مرور سنوات يخرج علينا معارضو الرجل بكل ما هو سلبى، ولأن البابا شنودة ليس شخصية عادية وأرى أنه من أهم عشرة باباوات الكرسى للكنيسة، الأمر يحتاج إلى دراسات علمية حول تلك الزعامة التى تخطت أسوار الكنيسة وخرجت خارج حدود الوطن، كان سياسيا بارعا وأحد أقطاب «الكتلة» بزعامة مكرم عبيد وضابط احتياط فى حرب 1948 ضد إسرائيل، ورغم التوجه «الفرعونى» الهوية لأغلبية المواطنين الأقباط، الا أن البابا شنودة كان عروبى (مثل مكرم عبيد) وذهب إلى «تحريم» زيارة الأقباط للقدس وهذا ما يتفرد به عن الباباوات الذين سبقوه، أيضا البابا شنودة كان له مشروع لإصلاح الكنيسة من أعلى أى بعد الوصول لكرسى البابا وليس أدل على ذلك من أنه دخل الدير 1954، وترشح للكرسى الباباوى 1956!
إلا أن الضباط الأحرار (رغم أن متوسط سنهم كان 30 عاما) مع بعض المحافظين من الأساقفة الذين كانوا يمثلون بقايا فكر القرن التاسع عشر وضعوا من الشروط ما يكفى لإبعاد شباب الرهبان الإصلاحيين، وفى مقدمتهم الراهب أنطونيوس السريانى، والأب متى المسكين وغيرهما، بعد أن حدد شرط السن بأربعين عاما، وخمسة عشر عاماً فى الحياة الديرية، ورفض الراهب أنطونيوس السريانى اللائحة وكتب رافضا لها أربعة مقالات فى مجلة مدارس الأحد، ورغم ذلك لم يغير اللائحة طوال حياته! واستمرت تلك الشروط حتى الآن فى اللائحة الجديدة، كذلك علاقة البابا شنودة الثالث بالمجلس الملى وكيف أعاده بعد أن أغلقه البابا القديس كيرلس السادس، ولماذا رسم البابا أعضاء المجلس الملى شمامسة (أى حولهم من علمانيين إلى درجة من درجات الأكليروس)؟ رغم أن المجلس للعلمانيين كمعاونين للأكليروس. أيضا، توسع فى الرسامات حتى وصل إلى (108)، وحول مكتب البابا إلى مقر بابوى، وأعطى نفوذا ومكانة لأساقفة البلاط البابوى السابق لدى الدولة، لازالت لها آثارها حتى الآن، كل تلك الأسئلة تحتاج إلى دراسات علمية وموضوعية، لأن الرؤية والتعليم باقية فى تلاميذه من الأساقفة الذين يمثلون أكثر من %90 من المجمع المقدس بمتوسط سن خمسين عاما، أى أن البابا شنودة سيظل حاضرا لعقدين قادمين من الزمان، هكذا يمكننا الاحتفال بتلك القامة الروحية والوطنية.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة