أرسلت ( ع) إلى افتح قلبك تقول:أنا سيدة عمرى 58 سنة، أرسل إليك الآن بخصوص ابنتى التى تبلغ من العمر 22 سنة، هى ابنتى الوحيدة، ولها أخان كلاهما تخرج وارتبط وعاش حياته بعيدا.
زوجى قارب على السبعين من عمره، وحالته الصحية غير مستقرة إطلاقا، لهذا أنا أشعر أنى أنا المسئولة الوحيدة عن ابنتى، التى أنهت دراستها الجامعية العام الماضى والحمد لله، تمنيت من كل قلبى أن توفق إلى ابن الحلال سريعا، حتى أطمئن عليها وهى فى (ضل راجل) قبل أن أكبر أنا الأخرى وتضعف صحتى، ولا يبقى لها أحد.
تقدم لها أحد أقاربنا، شاب يكبرها بأربع سنوات تقريبا، يعمل فى مكان جيد، أهله ميسورون، ومكانتهم الاجتماعية جيدة، حتى الشاب نفسه وسيم ودمه خفيف، باختصار كل مواصفاته ممتازة، مما جعل ابنتى تتعلق به، وتستجيب سريعا، وكذلك أنا فرحت جدا، واعتبرت أن هذا الشاب ما هو إلا استجابة من الله لدعواتى لابنتى.
اتفقنا على أن تكون الخطوبة لمدة سنة، وستتزوج ابنتى فى شقة قريبة منى كما كنا نتمنى أنا وهى، والحمد لله... حتى الآن كل شىء جيد، أليس كذلك؟، لكن فى الحقيقة أنه فعلا كل شىء جيد فيما عدا شىء واحد فقط، يقلق ابنتى ويجعلها متوترة باستمرار، وكذلك أنا.. وهو أن خطيب ابنتى يهوى التعرف على البنات، سواء فى عمله، أو فى الناى، أو حتى عائليا، فهو أسرع شخص يتعرف على بنات رأيته فى حياتى، هو يفسر ذلك بأن عمله له علاقة بالمرأة - وهذا صحيح - وأن هذه الخصلة أصبحت أمرا تلقائيا بالنسبة له، ويقول إنه دائما محاط بكثير من الفتيات والسيدات، ومع ذلك فهو يقدر الارتباط الرسمى المحترم، لهذا قرر الزواج.
المشكلة الأكبر أن ابنتى اكتشفت بعض الرسائل من فتيات على موبايله، وعلى حسابه الخاص على الفيس بوك، أنا لم أرى هذه الرسائل، لكنها تقول إنها لم تكن بريئة أبدا، وأنه يستحيل أن تكون مثل هذه الرسائل بين زميلين أو حتى صديقين عاديين، أنا دافعت عنه وقتها بأنه هو نفسه من أعطاها (الباسورد) الخاص به، وبالتالى فهو تصرف معها بحسن نية، لكنها لم تتقبل كلامى، وأصرت على مواجهته بهذه الرسائل، فكان بينهما شجار كبير كالمتوقع طبعا، لكنه سارع بمصالحتها وتطييب خاطرها فى اليوم التالى، وأحضر لها هدية ثمينة جدا، ووعدها أن هذا الشىء لن يتكرر مستقبلا، فقبلت اعتذاره ونسيت الموضوع، أو هكذا قالت.
إلا أن الموضوع تكرر، فواجهته ثانية، وصار نفس الشىء، لكنه غير (الباسورد) الخاص به هذه المرة، ولم يعد يترك لها فرصة للبحث فى موبايله كما قالت هى لى، ومنذ ذلك الوقت وهى لا تثق به أبدا، وتشك فيه ليل نهار، وتصبح كالمجنونة إذا اتصلت به ووجدت تليفونه مشغولا أو مغلقا، حولت حياته وحياتها إلى جحيم بيدها، أصبحت عصبية جدا معه، ومع الكل فى الحقيقة، أصبحت تفتعل معه الشجار على أى شىء، حتى أنها لم تعد تستمتع بالخروج معه لأنها تظل تراقبه وتعد عليه نظراته وأنفاسه وهى معه، حتى أصبحا يقضيا أغلب وقتهما فى الشجار والمشاكل.
حاولت أن (أعقلها) وأخبرها بأن أغلب الرجال على هذا الحال، وأنها يجب أن (تكبر دماغها) شوية، وتتوقف عن محاسبته والتضييق عليه، حفاظا على أعصابها هى قبل أن يكون حفاظا عليه أو على علاقتهما، حاولت سماع كلامى لفترة، لكنها لم ترتاح أبدا، وأصبحت تضرب بكلامى عرض الحائط الآن، ولا ترى له أى معنى.
مرت أغلب فترة الخطوبة فى هذا الفيلم الذى لا ينتهى، وهى سواء اكتشفت شيئا أو لم تكتشف (تلف حول نفسها) ولا تكف عن التفكير، وها نحن نستعد للزواج فى غضون شهر أو أقل من الآن، وهى تزداد عصبية وحدة مع الوقت، وأصبحت لا تستطيع النوم من كثرة التفكير، بررت أنا هذا على أنه قلق طبيعى تمر به كثير من البنات قبل الزواج، لكنها بدأت تفكر فى أمر غير طبيعى إطلاقا، وهو أن تترك خطيبها وتنهى الأمر كله... والآن!!.
أرسل إليك يا دكتورة علك تستطيعين فعل ما لم أستطع فعله أنا، أتمنى منك أن (تعقليها) وتثنيها عن هذا القرار المفاجئ، الذى سيهدم كل شىء، فخطيبها عريس لن يتكرر، وحتما ستندم عليه فى يوم من الأيام.
وإليك أقول:
سيدتى ماذا تريدينى أن أفعل؟ أن أقنع ابنتك بالاستمرار مع هذا الشاب؟.. حقا؟... سامحينى أنا لن أشترك فى هذه الجريمة، والحمد لله أن ابنتك لم تقتنع بكل كلامك ومحاولاتك السابقة، بل والأكثر من ذلك أنا أريد أن أخبرك أن ابنتك "ربنا بيحبها" لأنها اكتشفت هذه الخصلة اللعينة فى خطيبها هذا قبل أن تصبح زوجته، فأنتى بنفسك تقولين أن حياتها أصبحت جحيما فى فترة الخطوبة التى لم تتعد السنة، فماذا تريدين لابنتك؟ أن تصبح بقية سنوات عمرها جحيما هى الأخرى؟.
سيدتى.. ما هو مفهومك عن "ضل الراجل"؟ ما هو تعريفك لمقولة (الجواز سترة)؟ أليس المقصود بأن تجعلى ابنتك تحت ولاية ووصاية رجل يؤتمن عليها وعلى سلامتها وعلى أمانها وراحتها؟ هل سيتوفر هذا مع مثل هذا الشاب - الذى أصبح عنده التعرف على البنات أمرا تلقائيا وفطريا كما يقول - لمجرد أنه وسيم ودمه خفيف، وأهله متميزون ماديا واجتماعيا؟؟ هل تصدقين هذا؟
ألم تسمعى عن آلاف الزيجات الممتازة ماديا واجتماعيا، تنتهى فى المحاكم وفى أقسام الشرطة؟ أين (الضل) فى مثل هذا الموقف؟ بل أين الرجل أساسا؟ هل هذا من ستتركين ابنتك فى عصمته وترحلين - بعد عمر طويل - وأنت مرتاحة القلب والضمير؟
أتفهم جدا إحساسك وخوفك على ابنتك، وأعرف أنك تتلهفين لتطمئنى عليها شأنك شأن كل الأمهات، وأنا متأكدة أيضا أن آخر شىء تريديه الآن هو أن تنهى ابنتك خطبتها قبل شهر من الزواج، أعرف كل هذا وأفهمه، لكن بكل أسف الاستمرار فى الخطأ خطأ أكبر يا سيدتى، واستمرار ابنتك مع هذا الرجل سيدفعها إلى الهلاك حتما يوما ما.
تقولين إن كل الرجال على هذا الحال، وأنا أقول لك يا سيدتى أن هذا ليس صحيحا، فالرجل مسئول عن تفكيره ونظراته ورغباته، ومطالب بكبح جماح نفسه والسيطرة عليها تماما مثل المرأة، فالعفة والشرف لا يختلفان من الرجل للمرأة، حتى وإن كنا نعتقد هذا كشرقيين.
أحب أن أخبرك بشىء مهم، أن الخيانة صفة يصعب جدا التخلص منها، ولا تنصلح إلا إذا أراد الشخص نفسه إصلاح نفسه والتخلص من هذه الرذيلة، وبالتالى فخطيب ابنتك لن يتغير غالبا، إلا إذا منَّ الله عليه بالهداية فى يوم من الأيام، ولكننا لا نعرف متى؟ هذا إن جاء أصلا.
أعرف أنى خيبت ظنك، وأنى لم أريحك، ولكنى أعرف أيضا أنك تريدين مصلحة ابنتك، وسعادتها قبل أى شىء، لهذا أرجو منك أن تسمعى كلامها أنت، وتبعديها عن هذه الدوامة التى لن تنتهى.
للتواصل مع د.هبه و افتح قلبك:
h.yasien@youm7.com
د.هبة يس
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
د.عبد الكريم الشريف
ساعدي ابنتك
عدد الردود 0
بواسطة:
د.عبد الكريم الشريف
ساعدي ابنتك