ويقول د.محمد البسطويسى الأستاذ المساعد بشعبة الجيولوجيا بالهيئة أن كمية المياه الكبيرة المحتجزة أمام جسر الطريق تشكل خطرا بالغا، حيث قد ينهار الجسر أسفل الطريق وتصل هذه المياه فى شكل طوفان جارف إلى القرى الواقعة بمصب الوادى عند ضفة النيل الشرقية، ولم يتم إنشاء كبارى أو سحارات بهذه التقاطعات ولكن تم ردم وتعلية الأماكن بمجارى السيول عند تقاطعها مع الطريق، وهو ما لا يعد كافيا فهذا الجسر غير مهيأ للعمل كسدود لتخزين المياه مما يهدد بانهياره وحدوث كارثة بوادى النيل.

وأضاف الدكتور البسطويسى، أنه ينبغى التحرك الفورى للاستفادة من هذه الكمية الضخمة من المياه والتى تكفى لرى 1500 فدان لمدة عام كامل قبل أن تتحول إلى سيل جارف، وأن سعر هذه المياه إذا تم تقديره يصل إلى 30 مليون جنيه، مشيرا إلى أن البحيرة تشكلت نتيجة لتقاطع طريق سوهاج-أسيوط الشرقى (والذى يبعد عن وادى النيل بحوالى 30 كم) مع الأودية الرئيسية التى تقطع الصحراء الشرقية لتصب بنهر النيل، وأن جسر الطريق شكل حاجزا صناعيا وقام بتجميع مياه السيول أمامه.
واقترح البسطويسى، أن يتم تركيب سحارات أسفل الطريق تعمل على تسيير المياه من خلال بوابات يتم التحكم فى تدفق المياه بشكل آمن.موضحا أن العام الماضى شهد كارثة فى البلانة بأسوان وكذلك انهيار جسر لانصرف الصحى بالصف بالجيزة.

وأشار إلى أن الصورة الفضائية التى تم الحصول عليها من أحد الأقمار الصناعية الأمريكية كشفت مدى انتشار الملوثات من الرمال والطين المنجرف مع مياه السيول بداخل مجرى نهر النيل، ووصول المياه العكرة إلى قبالة مدينة ديروط، ويبلغ طول مسار المياه العكرة حاليا حوالى 180 كم.
وأكد الدكتور البسطويسى أن السيول الأخيرة أثبتت الحاجة إلى مراجعة شاملة لكافة مخرات السيول والطرق القائمة بمصر للتخفيف من حدة الكوراث وإدارة مياه السيول بشكل أفضل لتحقيق التنمية المستدامة فى ظل العجز المائى الذى يؤثر على مصر.