وبعد بحث طويل فى المناطق المحيطة بمنزله بالإسكندرية، اكتشف وجود قرابة 3 صناديق فى أماكن قريبة منه، لا يعرف بوجودها الكثيرون، إما لأن الصندوق تمت سرقته، وإما لأن شكله لا يبدو آدميًا بالمرة، أما الصندوق الوحيد الذى وجده فى مكانه، فكانت طبيعته لا تسمح بالاحتفاظ بالطعام فى حالة جيدة لوقت طويل.
ففكر محمد مع أصدقائه من الشباب فى إجراء بعض التطويرات على الصناديق، ويقول لـ"اليوم السابع": "تعديلات بسيطة أجريناها على الفكرة، كأن يكون الصندوق مساحته واسعة ومبطن من الداخل بحيث يحفظ الطعام لأطول وقت ممكن، كذلك عدلنا باب الصندوق، بحيث يكون لأعلى ويغلق أوتوماتيكياً فى حالة عدم إغلاقه من قبل المستخدم، وذلك من أجل الحصول على صندوق مثالى لحفظ الطعام".
ويضيف محمد، "أعددنا 4 صناديق بأنفسنا، وبجهودنا الذاتية، وقررنا وضعها فى أحياء الإسكندرية التى تتمتع بمستوى اجتماعى متوسط أو فوق المتوسط، بحيث نضمن أن تسمح حالة السكان بالتبرع بالطعام لغير القادرين، وبشكل مبدئى اخترنا مناطق المنشية ومحطة الرمل".
ومن أجل تجنب السلبيات التى لاحظها محمد من خلال متابعة الصناديق القديمة، قرر أيضًا أن يتم توعية الناس بشأن الصناديق، وبأنه لا سلطة لأحد عليه، وليس من حق أحد أن يتحكم فيمن يأخذ الطعام منه أو يمنعه، ولحماية الصناديق من السرقة فكروا فى وضعها بالقرب من المساجد الشهيرة، فى أحياء مستواها الاجتماعى جيد.
وأشار محمد إلى أنه وزملائه يعملون بالجهود الذاتية، وهو ما تسبب فى الاكتفاء بأربعة صناديق فحسب، معبرًا عن أمله فى أن تنتشر الفكرة فى الإسكندرية كلها، بل ومصر بشكل عام، لافتًا إلى أنهم سيقومون بمتابعة أسبوعية للصناديق لمعرفة ما إذا كانت تحتاج إصلاحات أو ما إلى ذلك.
