أحيت وزارة الخارجية اليوم السبت 15 مارس 2014 ذكرى "يوم الدبلوماسية المصرية" بحضور لفيف من وزراء الخارجية السابقين والسفراء والدبلوماسيين، حيث قام نبيل فهمى وزير الخارجية بتكريم لفيف من السفراء المحالين إلى التقاعد تقديراً لدورهم الهام فى العمل الدبلوماسى لخدمة مصالح البلاد.
كما شهد الاحتفال تكريم وزير الخارجية لعدد من قدامى المحررين الدبلوماسيين تجسيدا لدورهم ودور الصحافة والإعلام الهام فى العمل جنباً إلى جنب مع الدبلوماسية المصرية من أجل تحقيق مصالح مصر القومية وطموحات شعبها فى الحرية والكرامة.
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية السفير بدر عبد العاطى، أن الاحتفال بدأ بكلمة وزير الخارجية والتى دعا فيها جميع الحضور إلى الوقوف دقيقة حداداً على شهداء الوطن الحبيب من رجال القوات المسلحة والشرطة والمدنيين الأبرياء الذين دفعوا حياتهم ثمناً للدفاع عن الوطن ومصالحه، وعلى شهداء الدبلوماسية المصرية على مدار العقود الماضية.
وأعرب الوزير فهمى فى كلمته عن الشكر والتقدير لجيل الرواد من الدبلوماسية المصرية الذين ساهموا فى تحمل المسئولية فى ظل ظروف دقيقة من تاريخ الوطن، حيث أدوا الأمانة كاملة بإعلاء وصيانة مصالح الوطن وأمنه القومى، ودافعوا عن قضايا الأمة العربية والإسلامية والقارة الإفريقية، وساهموا فى صياغة وتشكيل التنظيم الدولى والإقليمى المعاصر.
ورحب "فهمى" بجيل الشباب الذى يمثل مستقبل مصر وأملها فى التغيير المنشود وفى بناء الديمقراطية العصرية التى نتطلع إليها بعد ثورتين شعبيتين عظيمتين، من خلال دوره الرئيسى فى عملية البناء والتغيير بما يضع مصر فى المكانة الرفيعة التى تليق بها بين الأمم والشعوب المتحضرة.
كما وجه الوزير فهمى الشكر والتقدير لكافة أجهزة الدولة المصرية التى تتعاون مع الوزارة فى نقل الرسائل للخارج من خلال كافة أشكال التمثيل الفنى فى الخارج بما فى ذلك التمثيل التجارى والثقافى والإعلامى والعمالى والزراعى والطبى.
وأضاف المتحدث أن "فهمى" أكد فى كلمته أن الدبلوماسية المصرية بتقاليدها المتوارثة على عاتقها تتبع منهجا خلال مراحلها المختلفة لمواكبة تطورات الحقب التى مرت بها للدفاع ورفعة مصالح مصر، مؤكداً أن حدوث ثورتين شعبيتين عظيمتين وما يواجهه الوطن من تحديات خطيرة فى هذه المرحلة المفصلية من تاريخه تفرض تبنى رسالة دبلوماسية تتفاعل مع هذه التحديات المعاصرة وتتطلع إلى المستقبل.
واستعرض "فهمى" فى كلمته إنجازات جهاز الدبلوماسية المصرية خلال الفترة الماضية، من أجل أن تظل مصر نموذجاً حضارياً يحتذى به وقلب العروبة والعالم الإسلامى التى تفخر بانتمائها الإفريقى، ولتستمر فى عطائها المستمر للبشرية جمعاء من خلال تقديم نموذج ديمقراطى يجمع بين الأصالة والمعاصرة وينشر قيم الاعتدال والتسامح.
ومن جانب آخر، سبق الاحتفال بيوم الدبلوماسية المصرية ندوة بعنوان "دور الدبلوماسية المصرية فى خدمة المصالح الوطنية والقومية وقت السلم والحرب" ألقى فيها السفير محمد شاكر الكلمة الافتتاحية.
تجدر الإشارة إلى أن يوم الدبلوماسية المصرية الذى يتم الاحتفال به فى الخامس عشر من مارس كل عام يتوافق مع ذكرى عودة عمل وزارة الخارجية المصرية بعد إعلان والاستقلال عن بريطانيا فى 22 فبراير1922، وذلك إثر إلغاء وزارة الخارجية المصرية لمدة سبع سنوات بعد إعلان الحماية البريطانية على مصر عام 1914 وتحويل اختصاصاتها إلى المندوب السامى البريطانى، حيث أبلغت الحكومة البريطانية فى يوم 15 مارس 1922 الدول التى كان لها ممثلون فى القاهرة بأن الحكومة المصرية قد "أصبحت الآن حرة فى إعادة وزارة الخارجية، ومن ثم فإن لها إقامة تمثيل دبلوماسى وقنصلى فى الخارج".
كما يتوافق مع انسحاب آخر جندى إسرائيلى من طابا فى ١٥ مارس عام ١٩٨٩ وعودة آخر ذرة تراب لأحضان الوطن بعد معركة ضارية خاضتها الدبلوماسية المصرية باقتدار.
وصرح السفير الدكتور حسين حسونة مساعد وزير الخارجية الأسبق أن التاريخ يشهد بأن الدبلوماسية المصرية قد سبقت نشأتها أغلب دبلوماسيات دول العالم الثالث، وإن كان لها دائما دور رائد ومؤثر فى أنشطة المنظمات الدولية والتجمعات الإقليمية، فكانت مصر من أوائل دول العالم الثالث المنضمة إلى عصبة الأمم، كما شاركت فى إنشاء الأمم المتحدة ووضع ميثاقها، وكانت عضوا مؤسسا بارزا فى جامعة الدول العربية ومنظمة الوحدة الأفريقية وحركة عدم الانحياز.
وأشار إلى أنه كان طبيعيا فى ضوء ما بلغته مصر دبلوماسيتنا من مكانة دولية مرموقة أن تستعين بها كثير من الدول الناشئة للمساعدة فى خلق هياكلها الدبلوماسية وتدريب كوادرها بل لتمثيلها والتحدث باسمها فى المراحل الأولى لاستقلالها، وهذا ما فعلته الكويت وقطر وعمان على سبيل المثال وإن النظرة التاريخية للقضايا والمواقف الوطنية تؤكد لنا أن الدبلوماسية المصرية قد تأصلت ونمت وتطورت من خلال تجارب مصر القديرة وكفاحها الطويل المتصل من أجل قضايا الاستقلال والتحرير والتنمية. فيذكر التاريخ ما قامت به دبلوماسيتنا الحديثة من أجل تحرير سيناء من الغزو الإسرائيلى ونصرة القضية الفلسطينية واستعادة طابا ومساندة الثورة المصرية الشعبية والدفاع عن الأمن القومى المصرى ودعم التنمية الاقتصادية الداخلية، وكلها انجازات وطنية يفخر بها كل مصري.
فهمى يبدأ "يوم الدبلوماسية المصرية" بالوقوف دقيقة حدادا على شهداء الوطن
السبت، 15 مارس 2014 04:25 م