10 آلاف نسمة يعيشون على شريط السكة الحديدى مخصص لنقل البضائع التجارية من القاهرة إلى محافظات الصعيد والعكس، يفصلها عدة أمتار عن العُمران السكنى، المكون من عشش وبيوت طينية وبدائية لا تخلو من الوسائل الترفيهية لـ"الغلابة" محرومة من معظم الخدمات الأولية.
ملعب لكرة القدم هو نفسه مجمع تبرعات الأهالى يأوى إليه الصغار, حيث يلقون بهمومهم وفقرهم على الأرض, ويشرعون فى خوض مسابقة كروية نهارية وحين يحل المساء يكون هذا الملعب بياتاً لمن لا يجد منهم ساتراً من البرد.
وعلى أطراف شريط السكة الحديدى تستقر طاولة "بلياردو"، لمن لا يملك ثمن تذكرة اشتراك فى النوادى الرياضية تجذب الشباب العاطل لشغل وقت فراغهم، كما يقول "إيهاب عبد الله"، 27 سنة، "نلتقى كل يوم لتضييع الوقت والتسامر حتى لا نشعر بالضيق بسبب فشلنا فى الحصول على فرصة عمل".
الطريف أن المكان لا يكتمل بدون "كافيه عم سيد الصغير", حيث تصطف المقاعد البلاستيكية بمحاذاة شريط السكة الحديدى لتستقبل الزبائن من أصحاب الدخول البسيطة والخارجين على المعاش، فهناك يجدون متعتهم فى لعب "الشطرنج" وتناول المشروبات الدافئة وتبادل الآراء حول الأوضاع السياسية، كما يقول صاحب المكان: "الناس فى مدينة ناصر بسيطة ترغب فى العيش على الكفاف فقط، وأى شىء يمكن أن يسعدهم مهما كان قليلاً".
ولم تنس منشية ناصر الترفيهية المرأة من أنشطتها فعلى أمتار من مقهى "عم سيد" وبجوار مسجد الرحمة، تجد بناية صغيرة يستغلها الأهالى لتعليم الفتيات الحرف المختلفة وتحفيظ القرآن بالتبرعات الذاتية، وتجتمع فيه السيدات عقب صلاة العشاء لقضاء وقت ممتع، كما تؤكد "شادية الولى"، 35 سنة، أنها تجد متعتها فى الجلوس مع أصدقائها وتعلم فنون الكروشيه".










