وزير خارجية بريطانيا يقر بفشل القوى الكبرى فى التعامل مع أزمة سوريا

أقر وزير الخارجية البريطانى وليام هيج بأن المجتمع الدولى برمته أخفق فى التعامل مع الأزمة السورية، حسبما أفاد تليفزيون "بى بى سى" البريطانى اليوم، الخميس.

وقال هيج، فى الحوار الذى أجراه مع برنامج "هارد توك"، "إن مجلس الأمن الدولى أخفق فى تنفيذ مهامه فى هذا الشأن، كما كان يتوجب على العالم القيام بالمزيد حيال ما يجرى فى سوريا، إلا أن ذلك لم يتسن تحقيقه بسبب انقسام مجلس الأمن".

ولفت هيج، إلى أن المجتمع الدولى يحاول فى الوقت الراهن التكاتف من أجل التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة، لاسيما أنه لا يمكن لأى طرف فى هذا الصراع القضاء على الأخر بالسبل العسكرية.

وفيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، قال الوزير البريطانى إن بلاده تعد ثانى أكبر مانح للمساعدات الإنسانية فى العالم، وأنه يأمل فى استئناف المساعدات غير الفتاكة للمعارضة السورية قريبا، حتى تتمكن المعارضة المعتدلة من الصمود لكى لا تقتصر المعادلة السياسية على نظام الرئيس السورى بشار الأسد والإرهابيين، الأمر الذى لن يمكن الشعب السورى أبدا من التوصل لحل للأزمة.

وألقى هيج باللائمة على نظام الأسد فى تهيئة المناخ لدخول الإرهابيين والمقاتلين الأجانب إلى سوريا، مشددا على ضرورة القضاء على هذا المناخ لطرد الإرهابيين، وهو ما لن يتحقق فى حال فشل المعارضة المعتدلة فى الصمود.

وبشأن أفغانستان، أعرب هيج عن أسفه إزاء التصريح الذى تناولته وسائل الإعلام للرئيس الأفغانى حامد كرزاى والذى أقر فيه بان الأوضاع الأمنية فى إقليم هيلمند كانت ستصبح أفضل لو لم تنتشر فيه القوات البريطانية، إلا أنه أكد مع ذلك أن مؤسسة الرئاسة الأفغانية اعتبرت أن التصريح غير دقيق، وأن كرزاى أعرب عن تعاطفه مع أسر الضحايا من الجنود البريطانيين الذين سقطوا بين قتيل وجريح أثناء قيامهم بمهام عملهم فى إقليم هيلمند.

ونفى الوزير البريطانى فشل الإستراتيجية التى اتبعتها بريطانيا وحلفاؤها على مدار نحو 13 عاما فى أفغانستان، مشيرا إلى أن الخطر الذى تشكله أفغانستان فى الوقت الراهن على العديد من دول العالم بما فيهم بريطانيا والولايات المتحدة والدول الأوروبية بات أقل بكثير مما كان الوضع عليه قبل 13 عاما.