تحذيرات من تفشى "أنفلونزا الطيور" بعد انتشار مزارع الدواجن غير المرخصة.. وتقرير رسمى: ارتفاع بؤر الإصابة لــ16 فى 6 محافظات خلال 33 يوما.. والطب الوقائى: تكثيف الرقابة على المزارع لاحتواء المرض

أكدت تقارير الهيئة العامة للخدمات البيطرية ارتفاع بؤر الإصابة بأنفلونزا الطيور داخل القطاع الداجنى إلى 16 بؤرة منذ الأول من يناير الماضى حتى اليوم الاثنين، بينما اتهمت مصادر رسمية بوزارة الزراعة وزارات الزراعة والتنمية المحلية والصحة والإسكان بالتسبب فى ارتفاع معدلات الإصابة بسبب التراخى فى إجراءات حماية الأراضى الزراعية وتزايد مخالفات إقامة مزارع الدواجن فى الأراضى القديمة بالدلتا ووادى النيل.


وقال الدكتور عبد العزيز السيد رئيس الشعبة العامة للثروة الداجنة بالغرفة التجارية، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، إن هناك 60% من مزارع الدواجن غير مرخص، قائلا ان وزارة الزراعة بدأت فى التحرك السريع لتقنين المزارع، مشير إلى ظهور عدد من البور فى الدلتا والوادى مصابة بإنفلونزا الطيور حاليا، لافتا إلى أن الطب الوقائى بالهيئة العامة للخدمات البيطرية يعمل جاهد مع القطاع الخاص من خلال التقصى النشط للقضاء على أى بؤرة تظهر.


وحذر رئيس الشعبة العامة للثروة الداجنة، الطب الوقائى بوزارة الصحة من تفشى فيروس إنفلونزا الخنازير مطالبا بالتحرك السريع لاحتواء المرض وتوفير الأمصال اللازمة.

وشدد على أهمية السيطرة على حركة نقل الطيور بين المحافظات، وإلتزام مزارع الإنتاج بمحافظات الدلتا ووادى النيل بمعايير الأمان الحيوى والفحص المعملى قبل طرح الإنتاج للبيع وذلك عن طريق المعمل القومى للرقابة على الإنتاج الداجنى طبقا للقانون 70 لسنة 2009 الذى ينظم التداول الصحى للطيور الحية للحد من انتشار المرض، والإبلاغ الفورى عن أية حالات طارئة بالإصابة لضمان سرعة السيطرة على المرض.

وفى ذات السياق قالت الدكتور سهير حسن عبد القادر رئيس الإدارة المركزية للطب الوقائى التابع لهيئة الخدمات البيطرية بوزارة الزراعة، أن إجمالى عدد بؤر الإصابة بالمرض منذ الأول من يناير حتى الاثنين بلغ 16 بؤرة فى القرى، موضحة أن بؤر الإصابة تقع فى محافظات المنوفية والغربية والدقهلية والجيزة والفيوم وبنى سويف.

وأوضحت سهير حسن أن تكثيف العمل البيطرى من أجهزة الطب الوقائى بالتنسيق مع مديريات الطب البيطرى ساهم فى احتواء المرض رغم اكتشاف بؤر جديدة للإصابة بسبب مضاعفة جهود الطب البيطرى فى السيطرة على الوباء، مشيرة إلى أن انخفاض درجات الحرارة خلال هذه الفترة من السنة يساهم فى انتشار الفيروس خلال فصل الشتاء.

ولفتت إلى أن السيطرة على المرض فى القطاع الداجنى تعتمد على التحصين فى نطاق البؤر من خلال فرق "الكاهو" وهى فرق التقصى النشط للفيروس، بالمشاركة المجتمعية للأفراد والجمعيات والإرشاد البيطرى بالمحافظات لتوعية المزارعين بآليات السيطرة على المرض، والاستجابة السريعة لاحتواء البؤرة.

وتابعت رئيس الإدارة المركزية للطب الوقائى أن هيئة الخدمات البيطرية تتلقى أية بلاغات حول ظهور إصابات بأنفلونزا الطيور وغيرها من الأمراض التى قد تشهد نشاط قد يؤثر على الثروة الداجنة، وذلك من خلال مديريات الطب البيطرى فى المحافظات، بالإضافة إلى وجود تنسيق بين المعامل المركزية بوزارة الزراعة والمديريات، لتشكيل لجان تقصى بالمزارع أو المناطق التى قد ينتشر بها المرض خاصة المناطق الكثيفة بمزارع الدواجن والتأكد من تحصين الدواجن الموجودة بهذه المزارع فى الوقت المحدد لها.

وأضافت، أنه عند اكتشاف أى حالة مصابة بأنفلونزا الطيور يتم تتبعها ومعرفة مكان تربيتها، وعلى الفور يتم التحصين على مساحة تمتد لعشرة كيلومترات حول البؤرة المرضية، حيث يتم التحصين باللقاح المحلى الصنع، لافتة إلى أن الهيئة مسئولة عن تحصين الطيور المرباة بالمنازل فقط وأن التحصين بالمزارع يكون على حساب أصحابها دون تدخل من إدارة الطب الوقائى، مؤكدة أن التحصين ضد مرض أنفلونزا الطيور لا يتم إلا بعد ظهور بؤر مرضية.

وأشارت عبد القادر، أن هناك إشراك للقطاع الخاص من مربى الدواجن وأصحاب المزارع الكبرى بخبراتهم وإمكانياتهم المادية فى مخطط الدولة الشامل لمواجهة مرض أنفلونزا الطيور بعد أن أصبح متوطنا فى مصر وتسبب فى خسائر فادحة للمربين وذلك لكونهم الأقدر على حماية استثماراتهم المقدرة.

إلى ذلك قال الدكتور أيمن فريد أبو حديد وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، أن مصر تستهدف زيادة الانتاج اليومى من الدواجن لأكثر من مليونى طائر يوميا للحفاظ على هذه الصناعة التى تبلغ استمثاراتها ما يقرب من 20 مليار جنيه، موضحا أن إعادة هيكلة قطاع إنتاج الدواجن يستلزم تنسيق الجهود بين الوزارات المعنية لرفع كفاءة القطاع وضمان حماية الصحة العامة للمواطنين ومواجهة أية أمراض وبائية تهدد حياة الإنسان.

وأشار إلى أن مرض انفلونزا الطيور H5 N1 لا يزال متوطنا فى مصر منذ عام 2009، إلا أن مصر حققت بعض النجاح فى السيطرة على إنتشار المرض بين القطاع الداجنى، مما أدى إلى انخفاض عدد بؤر الإصابة.