
عم صابر حلمى صاحب الـ58 عاما، واحد من الباعة الذين انتهت اشتباكات المطرية بمديونيات عليهم تقدر بالآلآف فوق فرشاتهم التى لا يعرف عنها أحد شيئا حتى الآن، منذ انتهت الثورة توقفت لقمة عيشه كحداد، وانتقل ليعيش فى الشارع مع فرشته البسيطة للخضروات، يرفع علم مصر فوقها كل يوم معلنا عن حلم فى وطن أفضل قبل أن يلقى جسده فى نصبة قوامها عمدان وأقمشة بالية، ويقول "إحنا ناس غلابة وملناش فى البلد ديه غير أننا نعبر عن حبنا ليها بعلم ولا يفرق معانا مين يحكم ومين يعارض، ودلوقتى مش كفاية غلبنا بقينا مديونين لتجار الجملة بفلوس البضاعة اللى اتحرقت".

ويتابع: "أول ما حصلت الاشتباكات تركنا كل حاجة وجرينا بعمرنا وبعد ما انتهت المعركة رجعنا لقيناها مولعة"، يشير إلى "تروسكل" الموز المحترق، ويقول "حتى الكاوتش خلعوه عشان يولعوا فيه وقلبوا التروسكل بالموز وعملوه ساتر، وحتى مش عارفين الشرطة ولا الإخوان اللى عملت كده الضرب كان بينهم وأكل عيشنا اتهرس فى النص.

نعيمة أحمد حسن صاحبة الـ45 عاما صنعت فرشتها بالجدعنة والسمعة الحسنة بين البائعين هى وبناتها منذ سنوات، وحولتها لأكبر فرشة "شباشب" فى الميدان، بضاعة كبيرة تحاول منها تجهيز بناتها عقب أن كتبت لتاجر الجملة إيصال أمانة قيمته 15 ألف جنيه، تتلألأ دمعة فى عيونها وهى تذكر "كل حاجة اتحرقت فى دقايق، بضاعة بـ15 ألف جنيه وعربية تمنها ألفين كلهم ولعوا" تشير إلى فرشة صغيرة تستقر أمامها، وتقول "شحتنا عشان نجيب الحاجات ديه ناكل منها ومحدش هيبص لينا ولا يسأل هنسد ديونا أزاى".

أمام مسجد الأنوار المحمدية الذى مازال سواد الحرائق متعلقا بحوائطه، يقف "محمود ماهر" بائع الأدوات المنزلية، يرفع ببساطة برادًا كهربائيا اخترقته رصاصات الاشتباكات مثالا لواحد من عشرات الأجهزة التى تحطمت على فرشته، ويقول "كل الحاجات ديه أحنا جايبينها بالدين يعنى بالأجل لما نبيع نسدد ثمنها، بس وقوفنا عشان نلمها كان يعنى أننا بنضحى بحياتنا، ودلوقتى مش عارفين هنعمل إيه" يشير إلى نصبة خشبية صغيرة متفحمة إلى جواره، ويقول "ده كان بتاع شنط حريمى، من يوم الضرباللى بدأ هنا من يوم 25 يناير الماضى، وهو ما نزلش تانى والله أعلم هينزل بعد اللى حصل لبضاعته ولا هيتسجن".




