فى الليلة الكبيرة ستقابل الدرويش الهائم فى الملكوت الذى يرتدى "أخضر" المتصوفين – غالبا- ويحمل سبحة فى يده وعدة سبح أخرى تزين رقبته، يسبح رب الخلق ويتمايل فى إحدى حلقات الذكر منصرفا عن الدنيا أو يخدم بهمة وتواضع زوار الإمام، ويقدم لهم ما يجود به الكريم من صنوف الطعام وهناك أيضا السقا الذى يحمل قربة المياه فوق ظهره، وعدة أكواب فى يده يلف بهم فى ميدان الحسين ليروى عطشهم.
وبين أهل الذكر وأهل الخير هناك من يأتى متسترا بالزحام، لا تعنيه روحانية المناسبة، ولا حتى بهجة المولد، يتصنع البلاهة حتى لا يفتضح أمره، ويتحين اللحظة المناسبة ليختلس لمسة فى الخفاء وإن صرخت فيه فتاة أو سيدة تحرش بها، يأتى الرد من الجماهير المحيطة ليطيب خاطر الفتاة، ويصرفها عن المتحرش "معلش ده مولد"! وقد يصادف وجود قلة من الجدعان الذين يشكلون دروعا بشرية لحماية الفتيات.
زحمة المولد تتسع كذلك لمئات الأرزقية الذين وجدوا فى تجمع المُحتفلين باب رزق واسع، فجاءوا بعربات الحمص وحب العزيز والحلاوة الشعر أو تجولوا بأكياس غزل البنات والبلالين والطراطير التى يعشقها الصغار ليلتمسوا سبيلا إلى لقمة العيش.
لا تخلو الزحمة من النشالين الذين يعبثون فى "الجيوب" والحقائب لتفريغها فى غفلة من العيون، وقد ينتهى بهم المولد بثروة صغيرة أو بـ"علقة" ساخنة إن انكشف أمرهم.
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)