نائب رئيس جامعة الأزهر: الإمام محمد عبده اعتبر الوهابية سلفية بدوية

أكد د. إبراهيم الهدهد، نائب رئيس جامعة الأزهر، أن الإسلام يعلم أبناءه التواصل وقبول الآخر، وأن كل الرسل يشتركون فى الإسلام فى أمور منها العبودية والتبليغ والقدوة الحسنة وسد باب المعذرة والتوازن بين مقاصد الدنيا ومقاصد الآخرة، مضيفا أن الرسل يشتركون فى الربانية والتجرد لله والدعوة والإخلاص، وأن الاسلام علم اتباعه أن الأصل فى الأرض أنها صالحة.

وأضاف الهدهد، أن الإسلام بحاجة إلى التطور والتجديد بشكل دائم وإصلاحه والتسامح بين الناس، حيث إن إمام المصلحين هو الرسول الذى جمع البشرية على الإسلام حتى غير المسلمين كانوا تحت رايته، مشيرا إلى أن الإسلام أشار إلى أن البشرية تتحد فى عبادة الله رغم تعدد الأنبياء.

وأشار الهدهد إلى أن الإصلاح فى الإسلام بدأ فيما بعد القرون المفضلة على يد الفكر السلفى للإمام أحمد بن حنبل بإصلاح النصوص، ثم الإمام أبو حامد الغزالى الذى لجأ إلى العقل، ثم تولى الأزهر الذى ورث علم هؤﻻء، خاصة فى عصر شيخ الأزهر حسن العطار، الذى حرك البعثة المصرية الأولى إلى فرنسا من الأزهر، حيث قاد الفكر الإصلاحى وأدخل العلوم الطبيعية والجغرافيا فى الأزهر.

وأوضح الهدهد أن الإمام محمد عبده هاجم الوهابية واعتبرهاسلفية بدوية وقضاء على الجمود والتقليد، ودعا إلى إعمال العقل والنقل، وواصل تطوير الأزهر ليشمل علوم الدنيا، مضيفا أن الأزهر كان رمز التواصل حينما فتح باب الأروقة الـ17 التى التقى فيها وفود الدنيا وينفق عليهم من وقف المسلمين.

وأضاف أن علماء الحرم المكى والمدنى تعلموا الفقه فى مصر، وتولى علماء الأزهر الدعوة أمام الحرم فى مكة والمدينة على مدى التاريخ، مضيفا أن مدينة البعوث الإسلامية فى مصر افتتحت عام 59 لـ113 دولة تعلموا فى الأزهر وأنشأت لهم المدينة عندما ضاقت بهم الأروقة.

جاء ذلك خلال مؤتمر تنظمه جامعة الأزهر، اليوم الأربعاء، لمناقشة رؤية الغرب للإسلام، بمشاركة كبار المستشرقين الفرنسيين بمقر الجامعة فى الدراسة، لعرض أهم الدراسات حول الإسلام وتأثيره فى المجتمع الغربى، ووسطية الإسلام فى مواجهة التطرف والإرهاب.