مولد الحسين كرنفال ثقافى من كل لون

لم تكن الأجواء الروحانية وحلقات الذكر والإنشاد، هى المشهد الوحيد الذى سيطر على أجواء الليلة الختامية لمولد سيدنا الحسين، إنما تحول من احتفال بذكرى يوم ميلاده، إلى كرنفال ثقافى ومزار سياحى يجمع بين معظم ثقافات وألوان مصر المتعددة على مدار تاريخها.

فلم يعد ورق الأذكار أو المصاحف الصغيرة هى سمة المولد الوحيدة، ولم تكن النزعة الدينية هب السمة الغالبة على الاحتفال،إنما شمل عدة أشياء ترمز إلى مختلف المراحل التاريخية والألوان الثقافية المتعددة لمصر هذا العام أكثر عن غيره من الأعوام السابقة، بغرض تنشيط السياحة الداخلية ومحاولة جذب الأجانب مرة أخرى واستغلال الحدث لإحياء التراث المصرى سواء الإسلامى أو الفرعونى والنوبى والبدوى وغيرها من الثقافات.

فتصدرت المنتجات الفرعونية من تماثيل صغيرة للأهرامات وللملوك الفراعنة وأشهر الآلهة إن ذاك، وكذلك الملابس الفرعونية قائمة أعلى المنتجات التى يقبل على شرائها زوار المولد هكذا أخبرنا "محمد الديب" تاجر الأنتيكة قائلا حاولنا نستغل المولد السنة دى لتنشيط السياحة وعرض قطع الأنتيكة الفرعونية على اعتباره مزارا سياحيا من غير تحريم للتماثيل أو تكفير لبائعها أو شاريها.

كما برزت الفنون النوبية مثل رسم الحنة، والتماثيل الصغيرة السمراء التى تحمل ملامح أهالى النوبة إلى جانب الملابس النوبية التى تتميز بزخارفها ونقوشتها فتقول "سماح حسن" أحد راسمى الحنة بالمولد أنا باجى كل سنة للمولد علشان أنشر فنى واسترزق، لكن السنة دى لحظت تواجد كبير من حرفى وفنانى النوبة وإعلانهم عن فنهم وتراثهم.

ولم يخلو المولد من اللمسات الخاصة بالبدو وأهالى سيناء والمناطق الصحراوية، حيث ضم مجموعة من السجاد والحصر سواء المنسوج أو المدبغ والمصنوع من جلد الحيوانات، إلى جانب "البوفات" أو الوسادات الصغيرة التى اشتهر بها البدو بشكل كبير، كما ضم المولد المنتجات الخاصة بمرحلة الأربعينيات وأكثر الأشياء التى اشتهرت بها من طرابيش وملايات لف وبراقيع، بالإضافة إلى بعض الأشياء التى تحيلنا إلى الأجواء الريفية من جلباب والعصيان والمناديل بؤيه وغيرها من المنتجات التى تجسد ملامح وألوان مراحل وأنحاء مصر المختلفة.