بحركات جسدية منظمة وأداء حركى صامت، يحاولون توصيل أفكارهم دون أن يتلفظوا بحرف، يجدون فى لغة الجسد معانى ورسائل يصعب على لغة الكلام إيصالها، ينسجون عالمهم الخاص بأياديهم، فليس بالضرورة أن يكون هناك ماء حتى يشربوا، ولا كرسى حتى يجلسوا، فهم يصنعون كل شىء من وحى خيالهم وعالمهم الافتراضى الذى يؤمنون به كفن يستحق خوض المعارك لترويجه فى مجتمع واقعه الأليم أفقده متعة الخيال.
على الرغم من انتشار البانتومايم أو "المايم" منذ عشرات السنين على مستوى العالم، إلا أنه مازال يخطو خطواته الأولى فى مصر، ولا يعرفه الكثيرون خارج الأوساط الفنية والثقافية، مما دفع بعض الفرق للنزول إلى الشارع مباشراً والاحتكاك بالجمهور دون سابق أنظار لتبدأ المفارقات.
"المايم فن.. والفن حياة" هكذا بدأ محمد سعيد لاعب المايم والشهير "بشيتوس" حديثه لـ"اليوم السابع"، قائلاً "ناس كتير ما بتقدرش قيمة المايم ومبتفهمهوش، وتفضل إنها تتفرج على مسرحية ناطقة، لكن المايم فى حد ذاته متعة وتحدى للاعب وللمشاهد فى نفس الوقت، فدايما يحاول اللاعب أنه يوصل كل مشاعره للمتفرج معتمد على حركاته الصامتة فقط، ليضحكه مرة ويبكى مرة ويشاركه فى الحدث أحياناً، أما المتفرج فطوال العرض يحاول التركيز لفك طلاسم هذه الحركة وتحليل رموزها، لذلك فإن المايم من أكثر أنواع الفنون التى تداعب العقل".
وتابع، "علشان كده قررت أكون فرقة لوحدى، لأن المايم بيدينى مساحة، أعمل أكثر من دور فى وقت واحد، ومن غير أى تكاليف مادية لأنه مبيحتجش لديكور ولا ملابس محددة."
وعن المواقف والمفارقات التى حدثت له أثناء تقديم فنه فى الشارع يقول "فى مرة قررت أنزل العب مايم مع الناس فى حديقة مشهورة، وكنت لابس ملابس حرامية، واتفاجئت بواحد من الجمهور يحضر لى الأمن".
وافتكر مرة ضباط اشتبهوا فينا أنا وزملائى من فرق تانية، بسبب ملابسنا المختلفة نوعا ما، وكانوا خلاص هيحتجزونا وفى آخر لحظة لقينا بطايقنا وأنقذنا الموقف، وغيرها من المواقف اللى عرضت حياتنا للخطر أحياناً، ومع ذلك مكملين لغاية ما يعترف بالمايم كفن يصلح للتعليم والممارسة.
بينما يقول أحمد برعى أحد أعضاء فرقة "أسمه إيه": "رغم أن المايم من المهن المتعبة جداً، وغير المجدية مادياً بالمرة، بالعكس إحنا كتير بنصرف عليه، لكنه إدمان اللى بيلعب مايم ويجيده مابيقدرش يسيبه أبداً، وبيفضل مخلص له مها يشوف منه، وده المبدأ اللى على أساسه كونا فريقنا أنا ورفيقتى صفاء المحمدى".
مواقف صعبة تعرض لها الفريق يتكلم عنها:" لكوننا ولد وبنت، فالبعض ما تقبلوش فكرة تواجدنا بشكل دائم مع بعض، لكن إحنا ما يأسناش وكملنا مشوارنا، وقررنا نعرض فى البداية فى الأماكن اللى فيها أكتر تجمعات، زى محطات المترو والأسواق المشهورة والمولات، وفعلاً مع الوقت بدأت شريحة كبيرة استيعاب النوع ده من الفن، خاصة الأطفال، لكن ده مش كفاية لأن لازم الدولة تتعامل مع المايم على أنه فن يدرس فى أقسام فى الكليات الفنية زى قسم الإخراج والتمثيل وغيره".
بينما يقول محمد عبد الفتاح أحد أعضاء فريق روبابيكا للمايم، على الرغم من بداية ظهور المايم فى مصر من زمان، بداية من الفنان أحمد نبيل وبرنامج البانتو مايم الشهير، إلا أن الاحتكاك بالجمهور مباشراً كان له شكل تانى، علشان كده معظم الفرق بدأت بدايات مختلفة مننا اللى كان بينزل مدارس، ومننا كان بيختار يعرض بعد صلاة الجمعة علشان يضمن عدداً من جمهور، ومنا اللى استحمل إهانات وسب وأحياناً ضرب، أتذكر مرة هجم الناس علينا لأنهم افتكرونا كائنات من العالم الآخر وكان لابد من التخلص منها من وجهة نظرهم.
يتابع، ومع الوقت بدأنا نطلب فى الحفلات الخاصة بالفاعليات الخيرية أو المهرجانات الخاصة بالجهات الحكومية، لكن حلمنا يكون لنا مهرجان معترف به خاص بالمايم، وحلمنا الأكبر نوصل للمواطن البسيط يمكن يلاقى معانى فى سكوتنا أكبر من الكلام.
بالصور.. فرق الأداء الصامت "المايم" تنجح فى مخاطبة عقل جمهور الشارع
الثلاثاء، 25 فبراير 2014 05:14 م
لاعبو "المايم"
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة