أكد الدكتور جميل صبحى استشارى الأمراض النفسية والعصبية، أن التضحية يجب أن تكون من جانب المرأة فقط كى تنجح الأسرة، وأن تترك حياتها ومستقبلها تماماً كى تعطى الأولوية للزوج والأسرة، ويصل الأمر دائماً لحد التغاضى عن كل أخطاء الرجل القاتلة كى تربى أبناءها، وقد تدخل الزوجة فى صراع بين الانقياد لعائلة زوجها فى كل شىء، خاصة حماتها حتى تسير الحياة، أو تصارع وتكون الزوجة المسيطرة التى تفصل الزوج عن أسرته تماماً.
وقال "جميل"، إذا فاق ذلك احتمالها ينتهى بها المطاف إلى دور الأم المعيلة وهذه هى الصورة المتفاقمة بكثرة فى المجتمع المصرى، ومن تلك الخلفية تظهر شخصية الأم التى تدمر شخصية الرجل بصور عديدة، فشعور الأم بأنها ضحت بكل شىء نفيس فى الماضى والمستقبل، تبدأ فى لعب دور نفسى خفى لا شعورى فى حياة أبنائها، خاصة الذكور كنوع من التعويض لدورها الضعيف فى حياه زوجها وأسرتها، عن طريق إيجاد دور بديل لها فى حياة أبنائها يصل إلى حد السيطرة عليهم بالحب الزائد، وتدليل أبنائها، خاصة الذكور مما يؤدى إلى الاعتمادية الكاملة للابن عليها فى كل شىء مادياً ومعنوياً ونفسياً، مع تكرار ذكر تضحيتها للأسرة وللابن بالذات فى كل وقت ومناسبة، مما يولد بداخله شعور بالذنب والخوف عند أى محاولة للاستقلال والهروب من تلك الاعتمادية.
وتابع، وهنا نرى ظاهرة الرجل المدلل المنقاد لأمه، رجل لا تستطيع أى زوجة أن تكون رقم واحد فى حياته، طفولى وأنانى اعتمادى على أمه وغير قادر على صنع قرار منفرد حتى فى مجال عمله، ويفضل الوظيفة الآمنة التى لا توجد بها مخاطرة، متردد فى قراراته غير قادر على التضحية، لا يستطيع أن يأخذ دور القائد.
وأضاف أنه على النقيض نرى ظاهرة الرجل المتمرد وغير القادر على الاستمرار فى علاقة زوجية دائمة، فيفضل حياة العزوبية والعلاقات العابرة لخوفه الخفى من أن يرى فى زوجته صورة الأم المسيطرة مرة أخرى، وإذا تزوج يصارع كى يقتل طموح وشخصية زوجته كنوع من الانتقام لسيطرة أمه عليه بصورة لا شعورية، واجتماعياً يكون غير قادر على ا?ستمرار فى عمل دائم، والقيادة عنده هى السيطرة وتكون أعراضها الواضحة فى المجتمع، عندما نتساءل أين ذهبت الشهامة والرجولة والنخوة، لماذا أصبحنا مجتمعاً أنانيا، لا نستطيع أن ننجح فى العمل المجتمعى الذى يشمل طوائف مختلفة، لأننا ببساطة ندفع والأم بكل الصور لا شعوريا كى تلعب دور الشهيد والجانى فى نفس الوقت.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة