"خالد" يرسم علم مصر مجاناً للسياح ويكفيه أن يحملوه على وجوههم

فرشاة وثلاثة أكواب بكل منها لون مختلف عن الآخر، هى كل ما يحتاجه "خالد حميد" فى عمله، يقف حاملاً عدته متأهباً لقدوم أى زائر لداخل ميدان التحرير أو أحد الشوارع المجاورة له، ليسرع إليه ليرسم له علم مصر على وجهه أو وجه أحد أطفاله الصغار.

"المصرى أكتر واحد بيحب يرسم العلم، ممكن يرسم علم صغير ويدفع 20 جنيه ويبقى على قلبه زى العسل".. هكذا بدأ الشاب العشرينى حديثه عن إقبال المصريين على رسم الأعلام وعلاقته بها منذ بداية الثورة بعد أن كان يعمل بأحد المصانع الموجودة بباب اللوق، ليسودها الكساد ويصبح عاطلاً مع اندلاع الثورة، ويبدأ بعدها فى التفكير فى صناعة الأعلام القماشية، لينتهى به الأمر فى النهاية برسم الأعلام.

وطنية خالد يعرفها كل قاطنى الميدان من باعة وزوار دائمين، فهو يرفض تقاضى أى أجر من السياح الذين يرسمون علم مصر على وجوههم"، أبقى قليل الأصل لو أخدت منه جنيه واحد.. كفاية أنه شايل علم بلدى على وشه"، وهو ما حدث بالفعل مع الإندونيسى آدم عبد الله الذى يدرس بالأزهر، والذى جاء يزور ميدان التحرير لتعبيره عن حبه لمصر باعتبار التحرير رمز الثورة المصرية، وعندما رسم له "خالد" العلم وأراد "آدم" أن يعطيه مقابلاً، فوجئ برفض خالد لأخذ النقود، الأمر الذى جعله يفرح بهذا التصرف الوطنى من له.

ويبدأ يوم خالد داخل الميدان من بعد الرابعة عصراً، ويستمر حتى الحادية عشرة مساءً يستهدف خلالها زوار الميدان وأصحاب السيارات الذى يعبرون من خلاله أثناء توقفهم عند إشارات المرور، مشيراً إلى أن الناس أصبحت تستخدم ميدان التحرير للخروج والتنزه: "فى ناس بتحب تيجى التحرير تتفسح وتغير جو وتشترى أعلام وترسم أعلام، لأن هنا هو المكان الوحيد اللى بيبقى رسم الأعلام موجود فيه طول السنة".