سعيد الشحات

حملات انتخابية نظيفة.. كيف؟

الإثنين، 17 فبراير 2014 07:13 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حين تبدأ عملية الترشح للانتخابات الرئاسية، سيكون المرشحون جميعا على قدم المساواة، ستكون المباراة بينهم حول برامج انتخابية حقيقية وجادة، ستكون المباراة حول من لديه القدرة على مخاطبة الجماهير، ستكون المباراة حول من يملك أدوات الوصول إلى قلوب الناخبين.

فى موسم الدعاية الانتخابية سنجد هبوطا وصعودا فى شعبية المرشحين، سنجد طبيعة معينة لمزاج الناس، الذين قد ينقلبون على مرشح بين يوم وليلة، وفى كل الأحوال أحلم بحملات انتخابية تتوفر فيها الشروط الآتية.

الدعاية للمرشحين بنظافة، دعاية تقوم على خطاب سياسى واعٍ لكل مرشح، دعاية يتبارى فيها الجميع من أجل المستقبل، فمن السهل أن يحدثك الناس الآن عن الإحباط والتشاؤم، وعن أنه لم يعد لديهم أمل فى الغد، وعن حكومة متراخية، وعن ثورتين لم يتحقق من أهدافهما شىء حتى الآن، وعن الحاضر الذى لا نعرف إلى أين يسير بنا، من السهل أن نسمع كل ذلك، لكن من الصعب إخراج هؤلاء من هذه الدائرة الجهنمية بإحباطها، وهذا تحدٍ كبير أمام المرشحين.

أحلم بحملات انتخابية، ترفض كل من يتحدث عن المرشح المنافس بإساءة، صحيح أنه مطلوب منها أن تنتبه الى أخطاء المرشح المنافس، لكن التحدى أن يتم ذلك بقيم أخلاقية رفيعة، وليس بمبدأ «الصيد فى الماء العكر»،التحدى أن يتم وفقا لقاعدة البقاء للأصلح، والأصلح والأبقى هى القيم النبيلة، هى التى تدوم وما عداها يزول، هى التى يتذكرها الناس حتى لو خسر المرشح الذى ينتهجها الانتخابات.
أحلم بحملات انتخابية تتعامل على قاعدة «قوة المنطق» وليس «منطق القوة»، وهناك فرق شاسع بين الاثنين.

أحلم بحملات انتخابية تؤسس على الأرض إمكانيات كبيرة لحياة سياسية جاذبة فى المستقبل، فمشكلة مصر أنك قد لا تجد نشاطا سياسيا إلا فى مواسم الانتخابات وفقط، وبعدها ينصرف الناس إلى حال سبيلهم، ولهذا نجد الأحزاب خاوية على عروشها، لا يسمع عنها أحد إلا فى كل انتخابات.

أحلم بحملات انتخابية لا تعتمد على مشعلى الحرائق وكذا بين الزفة، فهؤلاء صنف يتواجد لمصالح شخصية يسعى إليها على حساب القيمة والمبدأ، هؤلاء تجدهم فى كل زمان ومكان، مع الموجة العليا، لا يعرفون مبدأ ولا أخلاقا، يعرفون فقط كيف يأكلون الكتف.

- أحلم بحملات انتخابية تعى تماما الداخلين إليها ليس من أجل مصلحة وطن، وليس من أجل المستقبل وإنما للتستر على فسادهم، هؤلاء يغيرون جلدهم ولا يغيرون مقصدهم.

- أحلم بحملات انتخابية لا تبث أخبارا كاذبة عن المرشح المنافس، ولا تلقى بالأسئلة التى ليس لها أساس من المنطق، لكنها تترك شكوكا لمجرد إثارتها، وتلك مسألة معروفة يتقنها الذين يحترفون فى رمى الناس بالاتهامات دون أدلة، وحتى لا يقعون تحت طائلة القانون يطرحون الأسئلة لمجرد الإثارة ليس أكثر.

أحلم بحملات انتخابية لا تستعين ببلطجة المال والقوة، حتى يثق المصريون فى أن الناجح نال ثقتهم بالرضا والقناعة، وليس بالقهر والغصب.
لو التزمت الحملات الانتخابية بكل ذلك، ستكون مصر هى الفائزة، ستكسب احترام العالم، ستقطع الطريق أمام أى شكوك خارجية.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة