انتخابات أخلاقية أم سياسية؟.. هذا هو السؤال الذى يعيد الجدل التاريخى الآن بين الأخلاق والسياسة فى الخطاب السياسى والبرامج الانتخابية لمرشحى الرئاسة.
حتى الآن لا نلمس من «المرشحين المحتملين» سوى خطاب عاطفى وأخلاقى حالم يداعب وجدان البسطاء ويدغدغ مشاعرهم، ويعدهم بالمستقبل المفروش بالورود، وحل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية كافة فى «غمضة عين»، دون طرح خطاب سياسى صادم يتماشى مع الواقع الاجتماعى الحالى للمصريين، دون الدخول فى مزايدات سياسية بشعارات لم تعد لها جدوى، ولم يعد لها تأثير حقيقى على جمهور الناس من البسطاء الذين أصابهم الضجر والملل من رموز سياسية وأيقونات ثورية، دفعت بهم إلى أحضان الإخوان سارقى الثورة ضد ما أسمته هذه الرموز «بالعسكر». الوقت الآن لا يسمح بمزايدات سياسية، واللعب على مشاعر الناس بعد 3 سنوات من التجربة المريرة، ومحاولات القفز على المشهد السياسى، والحديث باسم الثورة والثوار.
السياسة هى فن قيادة الجماعة البشرية وتدبير شؤونها، وتوفير احتياجاتها ومنافعها، والأخلاق هى مجموعة القيم والمثل المتحكمة والموجهة لسلوك البشر نحو ما يعتقد أنه خير، والهدف للسياسة والاخلاق واحد هو أن تجعل لحياة الناس معنى وغاية وهدف، وهذا هو ما يجتمع عليه السياسة والأخلاق ولكن تفرقهما أمور كثيرة فى معالجة الواقع على الأرض، ويصل الأمر إلى حد التعارض، كما هو الحال عند «ميكافيللى» الذى يغلب عنده السياسى على الأخلاقى، وهو ما يسمى بالميكافيلية التى تبدو أنها تتنكر لجميع المبادئ الأخلاقية فى التعامل السياسى.
ليس معنى ذلك أن ننكر قيمة الأخلاق كوسيلة نضالية فى التغيير، ولكن قد يكون لكل وسيلة زمانها ووقتها، ومصر الآن قد تحتاج تغليب السياسى على ما هو أخلاقى فى بعض القضايا، لأن التوجه إلى المصريين الآن فى ظل ظروف اقتصادية واجتماعية وسياسية غاية فى الصعوبة يحتاج بالفعل إلى خطاب صادم يواجه الناس بالحقائق على الأرض، وليس بأحلام تلامس سقف السماء. ونحن فى انتظار خطاب المرشحين الأساسيين فى المعركة القادمة، وتحديداً المشير السيسى والمناضل حمدين صباحى، يشرح للناس حقائق الواقع المرير على الأرض، والذى يستدعى بذل الجهد والدم والعرق وليس إطلاق طائر الحلم المحلق فى سماء الخيال.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة