منذ ثلاث سنوات، وأنا أكتب كل خميس فى موقعى بلا انقطاع ما تركه لنا شيخنا نجيب محفوظ من تداعيات ما طفى على سطح وعيه الجميل كيفما اتفق أثناء تدريباته ليده ليستعيد القدرة على الكتابة، وقد تعرفت من خلال صفحات التدريب حتى الآن (142 صفحة) بالترتيب على الكثير من الأغانى الجميلة والألحان الأصيلة بفضل التخت التكنولوجى الدائم "اليوتيوب"، وكنت كلما اكتشفت جمالاً قديمًا جديدًا، لم أكن أتصور أنه سوف يمر بوعيى، أشكر شيخى وأدعو له، وقد ظل يعلمنى ويعالجنى ويهذب حسَى حتى الآن، وإلى أن ألقاه غالبًا، كذلك أشكر هذه التقنية الكريمة وهى تتحفنى بكل هذا الطرب دون مقابل "اليوتيوب"
قبل ذلك كتبت كتابًا بأكمله، فى "شرف صحبة نجيب محفوظ"، وهو ما كنت أدونه فى السنة الأولى لتعرفى عليه بعد الحادث، وهو لم ينشر حتى الآن إلا مسلسلاً فى موقعى أيضًا، وتذكرت أننى سجلت فيه بعض ما تحدثنا ببعض مقابلاته ونوادره مع زكريا أحمد.
بعد ذلك اشتغلت فى أحلام فترة النقاهة ناقدًا على مستويين، وإذا بى أتذكر الآن حلمًا شديد الدلالة هو حلم "53" وقد دار فى حجرة أو فى ضيافة زكريا أحمد، هكذا قررت أن أقدم ما دار كما سطرته حرفيًا بمناسبة ذكرى رحيل زكريا أحمد دون أية إضافة، لأننى وجدته أكثر صدقًا ودلالة.
أولاً: أورد اليوم ما جاء فى كتاب "فى شرف صحبة نجيب محفوظ": "الخميس 19/1/1995 ويذكر الأستاذ الشيخ زكريا أحمد، وأنه كان مصابًا بالسكر حتى ظهرت له دمامل فى كل جسمه، وأنه كان يذهب ليعوده فى الفجالة، فيفتح الشيخ زكريا الصوان فى حجرة نومه ويريهم ما تفضل عليه الأصدقاء "أهل..." بالهدايا المناسبة تقديرًا لفنه".
الجمعة: 20/1/1995.. سألت الأستاذ - لأتأكد مما وصلنى أمس- عن الحى الذى كان يزور فيه زكريا أحمد فأجاب إنه الفجالة، وأضاف أن زكريا أحمد كان من ألطف الشخصيات وأكثرها حضورًا وأظرفها لباقة فى الحديث، وأنه كانت له حكاية يحكيها عن فتوة أجـروه لتأديب مجموعتين فى وقت متلاحق، فكان الفتوة يريد أن ينجز المهمة الأولى بسرعة ليلحق بالمهمة الثانية، فراح يتحرش بالمجموعة الأولى ليستثير ما يبرر التأديب، ولما تأخروا فى التجاوب الغاضب، صاح فيهم: من فيكم اسمه محمد؟، فأجابوا بمنتهى الهدوء والحرص "محمد مين"؟، فاعتبر ذلك كافيًا وطاح فيهم وهو يصيح: محمد مين يا ولاد الـــ... هات خد طاخ طيخ، ويضحك الأستاذ واسعًا وهو يشير بيديه وهو يتذكر كيف كان الشيخ زكريا يحكى، وهو يصور الفتوة وهو "يتلكك" على أية كلمة يفوه بها أى أحد، حتى ينتهى من مهمة التأديب الأولى ليلحق بالثانية فى الوقت المناسب.
الثلاثاء: 24/1/1995.. لست أدرى ما الذى جاء بذكر بيرم التونسى، قال الأستاذ إنه قابله مرة عند الشيخ زكريا أحمد، وكان بيرم ساكتًا مكفهرًا صامتًا تقريبًا، "ثم انتقل الحديث إلى بيرم التونسى، مما سأذكره غدًا غالبًا، ولم أكن أعرف أن الشيخ زكريا قد مات ليلة أربعين بيرم التونسى إلا أول أمس مما ذكره الشاعر الجميل إبراهيم داوود هنا
وبعد.. ثم أننى تعرفت أكثر على علاقة نجيب محفوظ بالشيخ زكريا مما قرأت من صفحات تدريبه حتى الآن، ولم أنته بعد من تدريبات الكراسة الأولى، من خلال ما ورد من أغانٍ لحنها الشيخ زكريا، لأم كلثوم، ومنيرة المهدية، وصالح عبد الحى وغيرهم، مما سيكون موضوعنا غدًا، بإذن الله.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة