أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات

حمدى قنديل وأيام «التليفزيون العربى»

الأحد، 16 فبراير 2014 06:57 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تناولت أمس مذكرات الإعلامى الكبير حمدى قنديل «عشت» مرتين.. وأستكمل:
يتحدث «قنديل» عن سنوات تكوينه الأولى، وانتقاله من دراسة «الطب» إلى الإعلام، ثم خوضه لتجربة العمل الصحفى فى جريدة الأخبار، وانتقاله إلى العمل فى التليفزيون، ليصبح من خلاله نجما إعلاميا كبيرا.

يتحدث عن تجربته التليفزيونية الأولى التى عرفه الناس منها، وهى برنامج «أقوال الصحف» الذى بدأ فى تقديمه فى سبتمبر 1960 على شاشة التليفزيون المصرى، استمر البرنامج ثمانى سنوات متصلة، دون متاعب تذكر، وكان يقوم على استعراض الصحف بلغة بسيطة.. وسيطة بين الفصحى والعامية، يقول قنديل «إنه لم يكن يذكر أى كلمة بلغة أجنبية حتى ولا كلمة «أوكى» التى اعتاد عموم الناس استعمالها، من ناحية لأن اللغة العربية غنية بالألفاظ، ومن ناحية أخرى لأنه كان يرى أن استخدام لغة أجنبية فيه شىء من الاستعراض والتعالى على المشاهد».

بساطة لغة «قنديل» فى عرض برنامجه، والتى أكسبته احتراما ووقارا، هى نفس البساطة التى ظل عليها فى برامجه التالية، والتى ظلت حتى سنوات قليلة مضت، وأشهرها برنامج «رئيس التحرير»، الذى قدمه على شاشة التليفزيون المصرى أثناء حكم مبارك، وتم إيقافه بسبب الانتفاضة الفلسطينية، وبرنامج «قلم رصاص» على فضائية تليفزيون دبى.

فى صفحات الكتاب يسرد حمدى قنديل الكثير مما كان شاهدا عليه، وعن «التليفزيون العربى» تليفزيون الستينيات يقول: كان يشبع احتياجات المشاهد الرئيسية الثلاثة، الإعلام بمعنى تزويده بالأخبار وخلفياتها، والتعليم والتثقيف، والترفيه النظيف، كانت للتليفزيون وقتها رسالة، بدءا ببرامج محو الأمية حتى برامج الثقافة الراقية.

غير أن هناك جانبا يشرحه «قنديل» باختصار، لكنه يستحق مجالا أكبر، ويقول إن مؤرخى التليفزيون يغفلونه، وهو مصنع «شركة النصر للتليفزيون» الذى لولاه كما يؤكد قنديل: «بدونه لم يكن لمشروع التليفزيون أن يكتمل»، كان المصنع فى «دار السلام»، وهى شركة تتبع «المؤسسة الاقتصادية»، وتقوم بتصنيع أجهزة التليفزيونات لمصر وسوريا، حيث كانت دولة الوحدة بينهما قائمة.

قبيل بدء إرسال التليفزيون فى مصر، استوردت الحكومة نحو 600 ألف جهاز، وبعد أن بدأت شركة «النصر» فى تصنيع أجهزتها، بلغت نسبة المكونات المصرية فيها نحو %70 فى منتصف الستينيات، ووصل إنتاج الشركة فى عام 1965 إلى 200 ألف جهاز، تدفقت ألوف منها إلى القرى مع تواصل دخول الكهرباء إليها، وصدرت مصر منها 500 جهاز إلى اليونان، عندما دخلها التليفزيون فى عام 1966.

يقول «قنديل» إن من أكثر المشاهد التى أبهرته عندما زار الشركة وهى فى بداية عملها، مشهد العمال وهم يفككون الصناديق الخشبية، التى كانت تحمل المكونات المستوردة، ويحولونها إلى دواليب، ومكاتب حتى لا يفرطوا فى أى شىء مهما تدنت قيمته، وفى عصر مبارك فرطت الدولة ذاتها فى هؤلاء العمال المهرة الذين كان قد بلغ عددهم 1750 عاملا.

تمت تصفية هذه الشركة وبيعت فى عام 2006 ضمن خطة نظام مبارك للإجهاز على القطاع العام بتطبيق برنامج الخصخصة، وهى الخطة التى يعرفها معارضوها بـ«بيع مصر».








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

atif

مواطن فوق الحراسة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة