فى ظل انشغال الدولة ومؤسسات الإعلام بالقضايا والأوضاع السياسية تناسى الكثيرون أن المشكلة الاساسية فى بلادنا ليست السياسة ولا الإقتصاد ولا العنف ولا التطرف وليست حتى فى العمالة. إنما فى الأساس الذى ترسخ عليه كل هذه العوامل وهو التعليم، وهذا المأساة لا يحاسب عليها فرد بعينه فالكل شارك فى تقليل شأن هذه الرسالة القادرة على تغيير المجتمعات .
دعونا نبدأ خطوة بخطوة، والبداية من المرحلة الإبتدائية من عُمر 6 سنوات، سيدى الفاضل.. ماذا تنتظر من طفل يدرس فى كتاب الدين أن "الشتيمة حرام" ثم تنهال عليه سيادتك بالشتائم "عشان معملش الواجب!!".
طفل يدرس فى كتاب الدراسات أن مصر مازالت أعظم دول العالم فى كل المجالات ثم يعود لنشرة الأخبار وما فيها من مقارنات بين حال مصر المنخفض وحال الدول المتقدمة!
هناك تعليق يقول إن هذا حال كل المؤسسات فى العهد السابق، حسنا سيدى.. دعنا ننتقل هنا للمرحلة الإعدادية حيث يبدأ الطالب فى إدراك ما يدور حوله، هلا أخبرتنى لِم لم تخبر هؤلا النشء عن مدى الفساد والظلم الذى سيواجههم فى المستقبل؟ لماذا لم تعطهم الفرصة ليعلموا أنهم بحاجة لتغيير بعض مبادئ مجتمعهم؟ أتعلم لماذا؟ "أصل الوزارة عايزة كده!"
نأتى الآن لمرحلة تحديد المستقبل المرحلة الثانوية ويكون الطالب مدرك تماما لأهمية هذه المرحلة ومتطلباتها ويحدد أهدافه وأحلامه ويعطى كل طاقته لتحقيق تلك الأهداف.
لن نتحدث عن الإهمال المتبادل بين الطالب والمدرسة ولا عن الدروس الخصوصية لكن من الضرورى التحدث عن "تصحيح امتحانات الثانوية العامة" وكأن الطالب كان يدرس منهج آخر و السبب "نموذج الإجابة مش كده!!"
وتأتى النتيجة "أنت وحظك فى التصحيح!" مجموعك عال وتنتظر كلية قمة "أنت وتنسيقك!".
مجموعك ليس موفق "سيبها على الله" أو اشترى حلمك فى جامعة خاصة، وها أنت ذا طالب جامعى تبدأ الخطوات الحقيقية لتكوين مستقبلك ورسم طموحاتك وآمالك ثم أصبحت خريج جامعى محترم تتقدم بأوراقك ودراساتك للتعيين بالجامعة طبقا لتقديراتك العالية ولكن تجد أن "ابن اخت عم خالة العميد" أكفأ منك حتى وإن اختلفت الشهادات والتقديرات وتصبح أنت أكفأ منه فى البحث على "شغل فى أى حتة".
كل هذا ونرى من المسئلين من يصيح "شبابنا بيضيع! " طبقا لمبدأ "يقتل القتيل.." !
سيدى المسؤل الفاضل الموقر القلق عل مستقبل الشباب نود ان نحيط سيادتكم علما بأن "شباب مصر" هو من يضيع وليس "شباب معاليك" فإن لم يكن لدى سيادتكم حل واقعى لما سبق ذكره ارجووووكم " نقطنا بسكات حضرتك!"
سارة دياب تكتب: سيدى المسئول الفاضل "نقطنا بسكات حضرتك!"
السبت، 15 فبراير 2014 10:19 م