تلك المكتبة التى يقصدها الكثيرون من زوار المعرض، إذ تجد أجنحتها الثلاثة مملوءة بالقراء من أعمار مختلفة، شبابًا، وفتيات يشترون الروايات بنهم وشغف كبيرين، برغم وجود المئات من الروايات لكتاب معاصرين، إلا أن الرغبة فى الاستفادة والاضطلاع على أعمال هؤلاء الأدباء العظام دفعت القراء لشرائها، ومما لا شك فيه أن ذلك يؤكد رغبة الجيل الجديد فى معرفة أعلام الثقافى المصرية، والتواصل مع أفكارهم، وعدم قطع صلة التواصل بين الأجيال المختلفة.
والمثير فى الأمر أن أعمال الروائى يوسف السباعى، كانت لها النصيب الأكبر فى نسبة الشراء، خاصة من الفتيات، إذ تتسم الكثير من كتاباته بالحب والرومانسية، ربما وجدن فيها ضالتهن المنشودة.
وبسؤال أحد الشباب الذى اشترى حوالى عشرة روايات لـ"ليوسف إدريس، وتوفيق الحكيم، وعلى أحمد باكثير ونجيب محفوظ، وإحسان عبد القدوس"، قال هؤلاء هم أعلام الفكر والأدب المصرى، ومن غير المنطقى أن نعطى كامل اهتمامنا للجيل الجديد من الأدباء، دون أن نقرأ لهؤلاء العظام، فيوسف إدريس هو رائد القصة القصيرة فى مصر، فكيف نقرأ لكتاب القصة الآن دون أن نقرأ لرائدها!.
وبسؤال فتاة أخرى يبدو أنها لم تتخط العشرين من عمرها قالت، ما يميز مكتبة مصر عن غيرها هو أن غلاف الروايات مرسومًا بألوان الزيت، كما كان يصدر أيام حياة المؤلف، وهو يشعرنى أثناء القراءة بجو من البهاء، وبأنى كنت أعيش وقتذاك، والجميل أيضًا أن الروايات هنا أسعارها رخيصة جدًا مقارنة بالمكتبات الأخرى، ولذلك أعتقد أن مكتبة مصر استطاعت الحفاظ على هذا التاريخ الأدبى الرائع، وتوصيله لجيل الشباب، وكل الأجيال المختلفة.



