أكرم القصاص

التنظير «بخلاصة الشائعات الطبيعية»

الإثنين، 08 ديسمبر 2014 07:14 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«سمعت آخر نكتة.. إيه آخر الأخبار هذه الأسئلة تعنى غالبا ما هى آخر الشائعات والتسريبات والتقولات واللت والعجن. أنت فى مرحلة البث المباشر لكل ما هو نصف حقيقى، وحتى الأخبار العادية لم تعد تثير الشهية مهما كانت قيمتها أو قوتها.

وما لم تتحول إلى شتيمة ومعركة على مواقع التواصل أو شاشات الفضائيات، والعمر الافتراضى لأى شائعة أو تسريبة لا يتجاوز أربع وعشرين ساعة تشغل المواقع والشاشات ثم تختفى لتحل مكانها شائعات جديدة.

وحتى من يريدون ترويج أخبار عن أنفسهم من النجوم عليهم اختراع شائعة، على طريقة الفنانة الكومبارس «اللى موتت نفسها وأمها ثمن عادت إلى الحياة».

وقد عشنا موسم التسريبات ومازلنا، من خلال تسجيلات منسوبة لنشطاء أو سياسيين أو مسؤولين، وآخرها تسريبات منسوبة لقيادات الجيش.

الجدل حول التسريبات، ليس جديدا بل هو مستمر لما يقرب من 4 سنوات، ومع كل تسريب يطير البعض فرحا، ويهيم فخرا، ويرفرف بأجنحة المعرفة العميقة، بينما يستنكر البعض الآخر، والفرق هو المنظور الذى ينظر منه الشخص للتسريب، فإذا كانت لصالحه يبررها ويفرح لها، وإن كانت ضده يستنكرها، والمثير أن بعض من يحتفون بالتسريبات لا يتوقفون عن احتمالات وجود شبه تزوير أو تكون منتزعة من سياقها، وهو أمر غالبا ما يحدث فى اللقاءات والفيديوهات، التى يتم اقتطاع جزء منها لإثبات نظرية أو نفى نظرية، ولو راجعنا ردود الأفعال نجدها متوقعة، فلا أحد يغير وجهة نظره، ولا أحد يعترف بالجهل، أو يعترف بأنه يصنع رأيه من خلاصة الشائعات الطبيعية.

وقد كتبت قبل شهور فى يناير وفبراير الماضى بمناسبة تسريبات، أن البعض يطير فرحا بتسريب ضد خصم له، ويغضب من تسريب لنجمه أو زعيمه، على طريقة كرة القدم، وطوال السنوات الماضية نستند إلى التسريبات، والشائعات، التى تتحول إلى أنصاف حقائق، يتعامل معها البعض على أنها حقائق.

ازدواجية تمثل قاعدة فى الفرق والملل والنحل السياسية، بالرغم من أنها لا تمثل وجهة نظر ولا تنصر جهة على أخرى. ولا تتجاوز التسلية، التى تعطى البعض شعورا زائفا بأنه يعرف شيئا سريا. أو يمارس التنظير «بخلاصة الشائعات الطبيعية».

لقد افتخر البعض يوما باقتحام جهاز أمن الدولة، و«سربوا.. وسرب ضدهم». وفى كلا الحالين كان هناك تصفيق أو تصفير، وتنتقل الشائعات من مواقع التواصل إلى جلسات النميمة، لا تتجاوز الفرجة والدردشة، ومحاولة كل طرف إثبات أنه يعرف أكثر بينما لا يعرف، وحتى الأخبار العادية، يتم تشكيلها لتصبح تسريبة، من أجل بعض المتفرجين الذين يفضلون الأخبار بخلاصة «الشائعات الطبيعية».








مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

سيد أبو لبن - خربتها - قليوبيه

نحن فى زمن يعانى فيه المصريين من "سيوله فى التفاهات"

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة