عمر الخيام فيلسوف الفرح.. "كن سعيدا فى هذه اللحظة"

الخميس، 04 ديسمبر 2014 04:21 م
عمر الخيام فيلسوف الفرح.. "كن سعيدا فى هذه اللحظة" عمر الخيام
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جلس ثلاثة صبية متجاورين فى مجلس العلم، قال أولهم ذات يوم سآمر وأنهى وقال الثانى سأسكن فى قلعة الموت أسلطه وأمنعه وقال الثالث سألقى كلمة وأرحل.. هؤلاء الصبية الثلاثة اتفقوا على أن أى واحد منهم يحدث أمرا فى الحياة أو يصنع مكانة فعليه ألا يترك الآخرين وأن يساعدوا بعضهم، انتهى بهم الحال وهم الوزير نظام الملك وحسن الصباح مؤسس جماعة الحشاشين والشاعر العالم الفيلسوف عمر الخيام.

كن سعيدا فى هذه اللحظة، فهذه اللحظة جزء من حياتك
"الخيام" الحكيم الذى تتلمذ على يد ابن سينا كان عالما مشهورا فى الرياضيات والفلك، لكنه أيضا كان يكتب الشعر، وأى شعر، إنها رباعيات يبث فيها فلسفته فى العالم ورؤيته فى الحياة، ولأن الحياة متناقضة جاءت الرباعيات تحوى كل التناقض الموجود فى العالم، وجاء الحكم عليها متطرفا أيضا ومتناقضا، لا يكاد اثنان يتفقان على معنى واحد، فالبعض يراها ممتلئة بالإلحاد والبعد عن الدين والسقوط فى المتع الدنيوية بما لا يليق بعالم جليل مثل عمر الخيام، والبعض الآخر يراها مغرقة فى الصوفية والحب والإلهى وتحتاج إلى أن يتجاوز الإنسان القشور التى تضعها اللغة وحينها سيجد جوهر المعانى، وربما كان الخيام يقصد هذا التناقض ويسعى إليه.

ما أطال النوم عمرا. . ولا قصر فى الأعمار طول السهر
الدعوة للحياة والاستمتاع بها هذا ما يقدمه الخيام للبائسين الذين تؤرقهم الشجون والمتاعب، والذين يخشون الأيام وربما يهربون منها انتحارا فعليا أو معنويا، أفضل الطرق لمواجهة الحياة ومشاكلها هى أن تعيشها وأنت تعرف قدرها وقيمتها، ولأن عمر الخيام عالم ويعرف قيمة "الآنى والحالى" يهاجم التأجيل الذى تلجأ إليه النفوس الخائفة المرتعشة التى تغمض عينيها فلا ترى متعة حالية أو مستقبلية، لذا راجت رباعيات الخيام، لأنها تترك أثرا مباشرا على النفس، فهى تقيم محاكمة للنفس تسألها عن خوفها ويأسها وتقدم لها الإجابة البسيطة التى تحمها كلمة "الآن"، عش الآن واستمتع الآن وقاسى الآن وابكى الآن واضحك الآن.

إذا أردت أن تعرف الصفاء والسلام فاحدب على تعساء الحياة، أولئك الذين يرتعدون فى شقائهم، عندئذ تظفر بالسعادة
لم يكن هاجس الخيام هو المتعة المباشرة الجسدانية كما يبدو من الترجمة السهلة لأفكاره، إنما كان يقصد الروح التى بدأت الأفكار المتطرفة فى عصره تشقيها، وبدأ صديقه حسن الصباح وجماعته من الحشاشين يهددها، والسعادة تكمن خارج دائرتك وذاتك، السعادة تكمن فى البريق الذى تراه فى عيون الفقراء الذين ساعدتهم وفى الدفء المتسرب من الأيدى التى طالها عطفك.. عمر الخيام فيلسوف يبحث عن الخير والجمال والسعادة يعيشها ويدعو الآخرين لاكتشافها.


عمر الخيام

عمر الخيام








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة