عمرو جودة

لهذا سترضخ تركيا مثل غيرها

الجمعة، 26 ديسمبر 2014 07:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يعد أمام مصر الآن من المشاكل الخارجية باستثناء الملف الليبى إلا الموقف التركى بعد "إعلان المصالحة مع قطر"، وتسلم طائرات الأباتشى وعودة السفير الأمريكى -الذى يعد إعلانًا بأن الولايات المتحدة سلمت بالأمر الواقع وقبلت الموقف السياسى فى مصر وتتابعاته وإن كان على مضض- وقبل كل هذا بناء أساسات لعلاقات جديدة مع أفريقيا، وتسوية الملف الأوروبى خصوصًا مع الدولتين المتماستين بشكل مباشر مع المصالح المصرية، إيطاليا وفرنسا، وكان تتويج هذه الإشارات القوية لمفاوضات حول صفقة أسلحة فرنسية وربما إيطالية.


لقد اتبعت مصر بعد ثورة الثلاثين من يونيو أقوى سياسة يعرفها العالم، وهى سياسة الأمر الواقع، ولقد نجحت فى تطبيقها حتى الآن فى كل الملفات الدولية، باستثناء ملف وحيد وهو الملف التركى، لكن حتى فى هذا الملف لم تخسر مصر، وذلك لسببين، الأول هو التحرك الجيد لمصر فى الفضاء السياسى التركى خصوصًا فى نقطة ضعفها، اليونان وقبرص، والثانى هو انهيار الحلم العثمانى الذى يحارب من أجله أردوغان، وما يتبقى منه مجرد إطلالات مهشمة فى أعماق رجل لمس السحاب، وكاد أن يحقق أوج حلمه قبل أن يتكسر كل شىء فجأة أمامه كزجاج تعرض لانفجار هائل، هذا هو ما يحرك تركيا أردوغان الآن، ولقد علمنا التاريخ أن من يطارد السراب يخسر دائمًا مهما طالت فترة المطاردة، وعاجلاً أم أجلاً ستسلم أنقرة مثل غيرها.


لقد كانت مصر تتصرف طوال الفترة الماضية على المستوى الخارجى بـ"استراتيجية دفاعية"، حيث كانت تمتص وتستوعب ردود الفعل التى حدثت نتيجة "الحدث الكبير" فى 3 يوليو، وحان الوقت لتتبع "إستراتيجية الهجوم" والانطلاق للتأثير فى العالم، إن هذا ليس فعلاً غير عادى، إن هذا قدرنا، فلطالما أثرت مصر فى العالم ومنذ نشأتها.. وحتى لو حكم عليها الزمن الالتزام بالفراش لسنين، ستظل مصر تلك البقعة الساحرة القاطنة فى منتصف العالم تقبع فى غياهب التاريخ لفترة ثم تهب فجأة لتبهر العالم بإعجاز يخطف أنفاسه، وقبل أن يستعيده، تختفى لتعد معجزة جديدة.. هذا هو قدر مصر منذ أن قال الله لها: "كونى".. فكانت.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة