أكرم القصاص - علا الشافعي

عادل السنهورى

الصين.. وإن طال السفر

الثلاثاء، 23 ديسمبر 2014 10:06 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الصين هى زيارة جديدة للتاريخ الذى أهملناه طوال 40 عاما وقطيعة حسمتها مقولة الرئيس الراحل أنور السادات الشهيرة عقب حرب أكتوبر مباشرة بأن «%99 من أوراق اللعبة فى يد أمريكا»، وكان يقصد أن حل القضية الفلسطينية والصراع العربى الإسرائيلى يأتى من واشنطن فقط، ومنذ تلك اللحظة كانت بداية وضع «البيض السياسى المصرى كله فى السلة الأمريكية» وبداية التحول غربا وصولا وضبط السياسة الخارجية المصرية على البوصلة الأمريكية ووفقا لتوقيت واشنطن دون مراعاة فروق التوقيت فى موسكو وبكين أو حتى نيودلهى.

من هنا تأتى أهمية زيارة الرئيس السيسى إلى بكين وقبلها إلى موسكو، لأنها بالفعل زيارة نفض غبار التبعية عن السياسة الخارجية المصرية وعن استقلالية القرار المصرى وإاعادة التوازن فى علاقات مصر مع الخارج وتحقيق الاستفادة القصوى واستثمار تلك العلاقات التى تحكمها مواقف تاريخية لا تنسى.

الصين تحتفظ لمصر بموقفها السياسى الفريد كأول دولة عربية وأفريقية تعترف بجمهورية الصين الشعبية وتقيم علاقات دبلوماسية معها عام 1956، وبعد مرور عام واحد من الاجتماع التاريخى الذى جمع وقتها الزعيم الراحل جمال عبدالناصر برئيس وزراء الصين شو آن لاى فى باندونج بإندونيسيا، وانعكس ذلك على مجمل علاقات التعاون بين الجانبين، واحتلت مصر ومازالت مكانة خاصة فى السياسة الخارجية الصينية، كما أن التعاون العسكرى أيضا مازال مستمرا وربما لم يتوقف حتى فى سنوات الجفاء، مصر يمكنها الاستفادة أيضا من العلاقات الحيوية مع الصين فى ملف المياه مع إثيوبيا خاصة أن بكين وأديس أبابا تربطهما شراكة تعاون مميزة والصين تسهم بفعالية فى دعم مشروعات التنمية هناك، وهذا أيضا محور مهم يدعم أخطر الملفات الخارجية التى تواجه مصر.

أما عن التعاون الاقتصادى فحدث ولا حرج وهو الملف الأبرز فى طاولة اجتماعات الرئيس مع المسؤولين الصينيين لجذب الاستثمارات الصينية إلى مصر ومشاركة بكين فى مشروع تنمية القناة وفى المؤتمر الاقتصادى والاستفادة من تجربة «التنين الأصفر» فى النمو والتقدم حتى أصبح أضخم وأكبر اقتصاد فى العالم رغم ممارسات واشنطن وخلق أزمات وعراقيل لعرقلة المارد الصينى سواء فى تايوان أو هونج كونج، ومثلما يحدث الآن مع روسيا وهى اللعبة الأمريكية التقليدية المعروفة والمفهومة، قوة العلاقات بين البلدين تلغى بعد المسافات وتدفع باتجاه الشراكة الحقيقية وفى كل المجالات.. فهى الصين وإن طال السفر.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة