صعدت إيران من مواقفها السياسية حول القضايا الإقليمية، بسبب معارضتها لتدهور أسعار النفط، موجهة انتقادات إلى دول الخليج عبر اتهامها بـ"عدم التعاون" لمواجهة تراجع أسعار الطاقة.
وأوردت صحيفة اعتماد الصادرة صباح اليوم، الأربعاء، 3 أسباب للانخفاض المستمر لأسعار النفط، أولها عدم وجود التوازن بين العرض والطلب، والخلافات السياسية لأعضاء الأوبك، وآخرها عوامل أخرى منها عدم وجود تنسيق بين قيمة النفط وتكاليف إنتاجه والطاقات المتجددة.
وحول تأثير انخفاض أسعار النفط على المفاوضات النووية التى تجرى حاليا فى جنيف، نقلت صحيفة اعتماد عن أستاذ الاقتصاد بجامعة أصفهان محسن رنانى، الذى أشار إلى احتمالية فشل المفاوضات فى ظل الهبوط المستمر لأسعار النفط وقال "نظرا لسياسة الغرب فى رفع العقوبات بشكل بطىء فإن رفعها لن يحقق ربحا كثيرا فى ظل الانخفاض المتزايد لأسعار النفط ومن الممكن أن يؤدى إلى فشلها".
وكتبت صحيفة اعتماد فى مقالها الإفتتاحى أمس، إذا افترضنا أن هبوط أسعار النفط مؤامرة فإن الدول صاحبة السلطة تستخدم سلاح النفط لهزيمة دول أخرى، لكن الدول المتضررة من خفض أسعار النفط كان عليها أن تنتبه. وأشارت الصحيفة إلى استفادة إيران من تجاربها السابقة، وكتبت "لا يمكن غلق أعيينا وتناسى تجاربنا السابقة، ونتهم الآخرين، كان يجب علينا التفكير ونتخذ حذرنا.
ونقلت صحيفة كيهان، عن المتحدث الرسمى للحكومة محمد باقر نوبخت، "أن الحكومة قادرة على إدارة البلاد دون الحاجة للنفط، مضيفا أنه حتى لو استمر هبوط الأسعار فإن من الممكن إدارة البلاد دون مشكلة".
وصرح فى الوقت الحالى توفر العائدات النفطية 1/3 ثلث الميزانية، وقال يمكن أن أجزم أنه دون النفط هناك مصادر داخلية قادرة على إدارة البلاد رغم أنها ستشكل مشكلة لدينا وسنتحمل صعاب كثيرة.
وكان قد صرح وزير الخارجية الإيرانى، محمد جواد ظريف، إنه "من المؤسف" عدم تعاون دول المنطقة بشأن انخفاض أسعار النفط و"التبعات السلبية الناجمة عنه" مضيفا أن إيران "مستعدة لاتخاذ خطوات مؤثرة فى هذا المجال"، وذلك لدى استقباله رئيس مجلس النواب العراقى، سليم عبدالله الجبورى.
بالتزامن مع هذه المواقف، هاجم الرئيس الإيرانى، حسن روحانى، ما وصفها بـ"مؤامرة خفض أسعار النفط" متهما بعض الدول بممارسة "الخيانة" فى هذا الإطار، ووعد بأن ما وصفها بـ"شعوب المنطقة" سترد على "المؤامرة"، مؤكدا ضرورة "تقليل الاعتماد على العوائد النفطية فى موازنة العام الجديد".
وقال الرئيس الإيرانى روحانى بالقول إن "خفض أسعار النفط الخام ليس موضوعا اقتصاديا بحتا، وإنما ناجم عن مؤامرة وخطة سياسية لبعض الدول" مضيفا: "خفض أسعار النفط مؤامرة ضد شعوب المنطقة والمسلمين، بحيث يعود نفعها على بعض الدول فقط".
وفى نفس السياق انتقد أمير حسين عبد اللهيان، مساعد وزير الخارجية الإيرانى للشئون العربية والأفريقية، انخفاض أسعار البترول، مشيرا إلى أنه سيؤثر على المنطقة كلها، منددا بعدم تعاون المملكة العربية السعودية فى هذا الإطار، مؤكدا أن ذلك يتعارض مع الروح التى تحكم الحوار الدبلوماسى بين طهران والرياض.
وقالت صحيفة إيران الرسمية، إن انخفاض قيمة النفط تسبب فى سيطرة جو نفسى على البلاد، وربطت بينها وبين تقلبات أسواق العملة والبورصة، وقالت إن مصير المفاوضات النووية من بين القضايا التى ستؤثر على الأسواق المتقلبة.
إيران تصعد موقفها السياسى بسبب انخفاض أسعار النفط وأثره على المفاوضات النووية
الأربعاء، 17 ديسمبر 2014 12:28 م
الرئيس الإيرانى حسن روحانى