أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

هذه هى السياسة.. هذه هى أمريكا

الجمعة، 12 ديسمبر 2014 08:12 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المفاجأة الحقيقية فى فضيحة تعذيب «السى آى إيه» هى أن المحققين يبدون كأنهم فوجئوا، كان كل من تابعوا الأحداث يعرفون ذلك، ويعرفون ما فعله ديك تشينى ورامسفيلد بعد 11 سبتمبر، وما تم فى العراق علنا وعلى الهواء، الاعتقالات والتعذيب، والاختراقات، ولم يكن التعذيب وحده، بل عمليات الاغتيالات والقتل والهجمات بناء على معلومات وتقارير مشكوك فيها.

الجديد فقط أن الجمهوريين فازوا فى انتخابات مجلسى الكونجرس فى نوفمبر، وسوف يستمرون فى مواجهة أوباما خلال عاميه الأخيرين، وربما كانت هذه مقايضة سياسية، ومحاولة من الديمقراطيين، لإيجاد أوراق يواجهون بها الجمهوريين، هم يدينون جرائم وقعت قبل عشر سنوات، ويتجاهلون أن نفس هذه الجرائم استمرت ثلاث سنوات مع أوباما، وينسون أن الرئيس الأمريكى أعلن إغلاق معتقل جوانتنامو منذ 6 سنوات ولم يفعل.

أما عن جرائم وأخطاء أجهزة الاستخبارات، فقد دفع العرب ومازالوا يدفعون ثمن كل هذا، ولم تكن «السى آى إيه» بعيدة عن تسليح تنظيمات متطرفة وإرهابية وإطلاقها فى سوريا والعراق، بدأت مع الجيش الحر الذى اختفى، وحلت مكانه جبهة النصرة وداعش، وعشرات التنظيمات المسلحة التى تواصل القتل وتستقطب مقاتلين من أوربا ودول العالم، ولم تهبط عليهم الأسلحة من المريخ، يبيعون البترول علنا وبمعرفة الاستخبارات الأمريكية وحلفائها فى المنطقة.. وبالرغم من كل هذه الفوضى لم يتوقف تدفق البترول على أمريكا وأوربا، بل انخفض سعره لأدنى درجة.

أجهزة الاستخبارات الأمريكية هى التى أفسدت الربيع العربى، والثورة السورية، وقبلها صنعت القاعدة، ودعمت الخطاب الإسلامى المتطرف، لتبرر «فكرة العدو البديل». وبعض من تم تعذيبهم، من صنائع الاستخبارات نفسها، وبعد أن استعملتهم فى الحرب بالوكالة ضد السوفييت، تخلت عنهم، حتى أبدت مفاجأة من هجمات سبتمبر، وهى تفاصيل لم تكن بعيدة عن سياساتها.

ولا مانع من صناعة إرهاب بعيد عن أمريكا، أو التستر على العمليات، بحيث لا تصل إلى جهات تحقيق أو نشر، لم تتوقف «السى آى إيه» عن دعم المخططات؟ ولم تتوقف عن القتل والتآمر ودعم التسلط والإرهاب، بل استبدلت بديكتاتور يقتل آلافا آخر يقتل عشرات ومئات الآلاف.

أعضاء لجنة الشيوخ يتمسكون بالتعذيب، ويتجاهلون أن السى آى إيه، والبنتاجون هم من كانوا يقودون أمريكا فى عهد جورج دبليو بوش، وكان مجرد واجهة، لأكبر عمليات القرصنة والقتل والغزو.

الشاهد أن هذه هى السياسة دائما، الاستخبارات تقود الولايات المتحدة وسياساتها، والفرق بين إدارة وأخرى فى الدرجة وليس فى النوع.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

mazen

((التطرف والجهاد الإسلامى)) يستعمله الغرب كأدوات اطفاء حرائق الغابات لديهم

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة