نقلا عن اليومى..
تفاصيل 160 دقيقة من لقاء شباب مبادرة اسمعونا مع الرئيس بقصر الاتحادية
سألنا الرئيس عن أداء الجهاز الحكومى والجزر المنعزلة فأجاب: "لست المنقذ والمشاكل موجودة فى البلد من زمان ومش حدفع مشاريب 50 سنة لوحدى ونعانى قصورا فى التسويق السياسى لمشاريعنا وهنبنى مصر كلنا"
عرضنا عليه مشكلة الألتراس.. فرد: مبسوط بأدائهم فى مباراة الأهلى وشعار الكرة للجماهير أبهر الجميع وأؤيد الحوار معهم بكل قوة
السيسى: "أنا قولت للإخوان قبل الفض اقعدوا فى رابعة براحتكم وما حدش هيقرب منكم بس ما تخرجوش فى مسيرات.. لكن خالفوا الاتفاق وما سمعوش الكلام، فكان لازم نحافظ على الدولة وفضينا رابعة بالقانون"
سألناه عن سيناء فقال: "أنا بتوجع لما بيستشهد لى ضابط جيش أو شرطة فى سيناء وبعد حادث كرم القواديس كان لازم وقفة وتدخل عاجل فى الشريط الحدودى والأنفاق علشان أحمى بلدى وأولادى"
أحد شباب المبادرة قال للرئيس: "أنا كنت بفكر فى الهجرة".. فرد الرئيس: "هتهاجر وتسيبها لمين وشباب مصر هو اللى هيبنى البلد"
الرئيس حرص على تدوين الملاحظات خلف كل عضو بالمبادرة ووعد بحل المشكلات وتسهيل أعمالهم فى المحافظات
غاية أى كاتب، ثلاثة أمور، أولها أن يكرمه ربه ويكون قلمه معبرا حقيقيا عن أنين الشارع المصرى وآلامه، وثانيا أن يسير على طريق صحيح من الاجتهاد فى معالجات القضايا التى يتناولها يوميا، وثالثا أن يكون بمثابة جرس إنذار لأى موظف بالجهاز الإدارى للدولة بداية بعامل البوسطة وحتى رئيس الجمهورية- صانع القرار الأول- وأن تكون كلماته أداة للنقد البناء.
لقاء الرئيس السيسى وشباب مبادرة اسمعونا
فى عدة مقالات سابقة، عبرت عن قليل من الإحباط، كتبت كثيرا عن أخطاء إدارية وتحركات تحتاج إلى تحليل قبل الانطلاق فيها وقرارات تستحق إعادة نظر، ولكن للأسف لم أجد إجابة أو حتى من يسمع، فعاهدت نفسى أن أختم مقالاتى بكلمة اسمعونا، وكررتها كثيرًا.
نفس الإحباط الذى تملكنى كان يسير مع عدد ليس بالقليل من شباب جيلى، عبر عنه الصديق الكاتب الصحفى محمد فتحى على صفحته بـ«الفيس بوك» فى بوست تحت عنوان «اسمعونا.. فيه أمل»، داعيا فيه كل الشباب الراغب فى مستقبل أفضل للبلاد للحوار سويا، وصولا إلى صياغة جديدة نرسم بها مستقبلنا، وكان اللقاء الأول لكل من آمن بالفكرة قبل أسبوعين، نجح اللقاء وخرج كيان «اسمعونا» للنور، وعقدنا بعده 3 اجتماعات لتنظيم العمل الجماعى والتنسيق بين المبادرات المختلفة التى تعمل على أرض الواقع.
لقاء الرئيس السيسى وشباب المبادرة
لأن محمد فتحى رئيس تحرير برنامج «ممكن مع خيرى رمضان»، فكان الظهور الأول لـ6 من مؤسسى مبادرة اسمعونا، ولأن طاقة وإيجابية وحماس الشباب والأفكار المتنوعة كانت لافتة لكل من يشاهد البرنامج، ما دفع السفير علاء يوسف، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، لإجراء مداخلة هاتفية وتثمين المبادرة ودعوتهم للقاء الرئيس.
بعد أيام قليلة، أرسلنا أسماء أعضاء المبادرة لرئاسة الجمهورية، وتحدد ميعاد العاشرة والنصف صباحا من يوم الاثنين 8 ديسمبر بقصر الاتحادية..لقاء الرئيس لأعضاء المبادرة أمر إيجابى ومهم للمشاريع والمبادرات، ولكنه لدى أبعد من ذلك قليلا، أنا أتعقب الرؤساء، بطبيعة عملى الصحفية كمدير تحرير «اليوم السابع» وكمحرر حوادث بالأساس، حضرت وقائع 4 محاكمات لـ2 من رؤساء الجمهورية السابقين، محاكمتين لمبارك الأولى فى قضية قتل المتظاهرين والثانية القصور الرئاسية، ومحاكمتين لمحمد مرسى، الأولى قضية الاتحادية، والثانية التخابر.. هدفى الأساسى فى الإصرار على حضور المحاكمات مراقبة أداء الرؤساء، الاقتراب قليلا ممن كانوا يجلسون على كرسى مصر، كيف يفكرون، كيف يتكلمون، ردود أفعالهم على المواقف المختلفة، وكتبت تفصيليا عن مبارك ومرسى فى شهادات موسعة نشرتها «اليوم السابع».
جانب من اللقاء الرئيس
من هنا كان اهتمامى الشديد بلقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى، كنت على باب قصر الاتحادية العاشرة والثلث، ودخلت من باب 4 المخصص لزائرى القصر، استقبلنى 2 من رجال الأمن، طلبوا إظهار الهوية، ومررت على بوابة إلكترونية، وانطلقت نحو مدخل القصر، وبعد أقل من 20 مترا سيرا على الأقدام وصلت إلى الباب الرئيسى الداخلى للقصر، وهناك كان 3 من ضباط الحرس الجمهورى يراجعون البيانات ويفتشون بشكل عالٍ ويطلبون غلق الهاتف وتسليمه للأمانات.
هذه اللحظة أدركت أنى فى حضرة الرئيس، رافقنى أحد ضباط الحرس ووجهنى نحو «صالون الانتظار» بقصر الاتحادية، والقصر- لمن لا يعرفه- هو بالأساس فندق تأسس عام 1910 ويتضمن 400 حجرة، وقبته ارتفاعها 55 مترا.. الصالون الذى جلسنا به يقع فى الطابق الأرضى يمين الباب الرئيسى، وله بابان ويسع نحو20 فردا، لم تطل فترة انتظار الرئيس، 5 دقائق وحضر أحد القائمين على إدارة أمور المراسم بالرئاسة وطلب منا التوجه إلى القاعة الرئيسية مقر الاجتماع، وهى قاعة كبيرة بيضاوية تضم 25 كرسيا وتحمل جدارياتها رسومات زخرفية تزيدها جمالا، انتظمنا فى الجلوس على يمين ويسار الرئيس وكنت أجلس على ثالث مقعد يسار الرئيس.
جانب من لقاء الرئيس وشباب المبادرة
أغلق الحراس باب القاعة، ثم فتحوه بعدها بدقائق، وإذا بمسؤول المراسم نفسه، بصوت عال يقول «السيد رئيس الجمهورية» وقفنا تأهبا ودخل الرئيس عبد الفتاح السيسى ملقيا السلام على الجميع، ومتجها إلى المقعد المخصص له، ورافقه فى الدخول 3 من طاقم مكتبه هم اللواء عباس كامل، والرائد أحمد شعبان، والسفير علاء يوسف.
كنت أتوقع أن الجلسة لن تستمر أكثر من ساعة، ولن تخرج عن إطار التنمية ودور المجتمع المدنى، ولن يكون هناك حديث سياسى، وأعلنها صراحة خابت توقعاتى إلى أبعد الحدود، لأن الرئيس كان يبدو بحاجة لأن يجلس مع شباب ويتحدث معهم من القلب.
بدأ بتعريف نفسه، لم يقل أنا رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى، وإنما قال أنا إنسان صادق إن شاء الله، والتعريف بتلك الطريقة خلق عندى سريعا أسئلة متضاربة.. لماذا يعرف نفسه كذلك؟ وهل هو بحاجة لأن يؤكد أنه صادق؟.. لم تمر دقائق حتى تبين لى مغزى تعريف الرئيس لنفسه بالإنسان الصادق، أراد أن يكون عنوان الجلسة وشعارها الأساسى الصدق والمكاشفة، وقال فى كلمات افتاحية : «أنا سعيد أنى قاعد معاكم أكثر من سعادتكم أنكم قاعدين معايا، أنا محتاج لكم، البلد تقدمها فى الشباب، لأن أنتم الأمل والمستقبل، أنتم الطاقة، عزيمتكم أكبر من أى جيل تانى، وحبكم للبلد وخوفكم عليها كمان أكبر».
تحدث الرئيس بتلقائية وبشفافية تامة وظهر ذلك من عبارة قالها: «أنا قرأت مقالا بعنوان دولة بلا عقل» وصمت قليلا، توقعت أنه هينتقد كاتب المقال، ولكن المفاجأة أن رئيس الدولة أيد العنوان وأيد المقال، وقال: «فعلا عندنا مشاكل، بس خلوا بالكم المشاكل دى لأن كل أجهزة الدولة استُنفذت واستُهلكت فى السنوات اللى فاتت»، وضرب الرئيس مثالا وقال: «شوف كام مبنى ومؤسسة حكومية اتعرضت للتخريب، وشوف اللى حصل للأجهزة الأمنية فى السنوات اللى فاتت، هتعرف إن كل أذرع الدولة كانت بتتقطع، لكن إحنا دلوقتى بنبنبى دولة جديدة وربنا هيوفقنا إن شاء الله».
الصديق محمد فتحى تدخل فى الحوار مع الرئيس، طارحا فكرة الجزر المنعزلة بين أجهزة الدولة وعدم التنسيق، والصراحة أن الرئيس لم ينظر لفتحى باستهجان أو انتقاد».. وإنما كان متجاوبًا، وقال فعلا فيه جزر منعزلة، لأن عندنا مشاكل فى الجهاز الإدارى من زمان مش من دلوقتى وكمان عندنا أزمة التسويق السياسى لمشروعاتنا».
جانب من اللقاء
مزج الرئيس بين حرارة الحديث والجدية والدعابة، فبينما الحوار جادا حول أخطاء الجهاز الإدارى والجزر المنعزلة، قال مداعبا الشباب: «المشاكل دى موجودة من زمان، انتو هتدفعونى مشاريب 50 سنة فاتت لوحدى؟» فضحك الجميع.. وبعد الدعابة فورا، تغير أداؤه وتحديدا بعد مرور نصف ساعة من اللقاء، وقال بصوت قوى موجها حديثه لزميلنا هيثم نبيل، مدير موقع «يلا كورة» الرياضى، وبالمناسبة كان يفكر بشكل جاد فى الهجرة من مصر: «يا هيثم، أنت لما تهاجر، هتسيبها لمين، مين هيصلح غيرك، مين هيبنى غيرك أنت وشباب البلد؟.. أنا أستنفر فيكم حبكم لمصر، أنتم جنود ليها، لازم تشتغلوا عشانها أكتر وأكتر».
على الهامش، أراقب تحركات الرئيس ونظراته وطريقة أدائه وأيضا طريقة توجيهه للرسائل وحفظه لأسماء أغلب الموجودين ومناداتهم بأسمائهم من وقت لآخر بامتداد الاجتماع، ولاحظت إنه يدون وراء كل متحدث، حتى إن أصغر المتحدثين كريستين ظريف 21 عاما ومنسقة مبادرة هنلونها، دوّن وراءها الرئيس واهتم بكل ما طرحته، وأبدى إعجابه ببراءتها فى حديثها عندما قالت: «أنا عايزاك أنت يا سيادة الرئيس تبقى الراعى بتاعنا وتمضى لى دلوقتى على ورقة بكده وتكون معانا».. لفت نظرى أيضا أن قاسما مشتركا بين كل جلسات الرئيس سواء الشباب والصحفيين وأصحاب المبادرات وحتى المسؤولين فى الدولة، دائما كان يقول الرئيس عبارة: «أنا مش المنقذ ولا اللى هخلص البلاد من اللى فيها.. أنا هاشتغل وانتو معايا.. البلد هتنجح وانتو معايا.. هنحل مشاكل البلد وانتو معايا».
بعد هذه الجملة مباشرة.. صمت الرئيس قليلا.. وقال: «طيب أقولكم على حاجة بقى.. لأن الجلسة دى جلسة مصارحة ومكاشفة، ولو ما قلتش لكم هقول لمين.. فى حاجات زمان كانوا بيعتبروا أنها أمن قومى ولا يجوز طرحها للشعب المصرى.. ولكن أنا على قناعة بأن الشعب المصرى لازم يعرفها وأن معرفة الشعب ليها هو أصل الحفاظ على الأمن القومى.. أنا عندى دلوقتى مشكلة بفكر فيها.. هعمل إيه فى الكهرباء الصيف المقبل؟ بالأمس كنت فى اجتماع مطول مع الوزراء بندرس خطة إسعاف عاجلة لحل مشكلة الكهرباء، ولازم أقولكم علشان دى جلسة مكاشفة، مصر محتاجة معدات بقيمة 2.6 مليار، لابد أن نشتريها قبل شهر يوليو المقبل، والمعدات هتحتاج 3 مليارات دولار وقود، يعنى الإجمالى 5.6 مليار».
عرْض الرئيس للمشكلة واشراكنا معه فى «الهم والأزمة المقبلة» استقبله الجميع بالصمت.. ظل الصمت فى القاعة قرابة 40 ثانية، حتى كسر الرئيس الصمت بعبارة: «خلوا بالكم دى فلوس مطلوبة منى.. أجيب منين؟».. كرر الرجل التساؤل أكثر من مرة بأكثر من صياغة: «أجيب منين قلولى.. أوفر منين.. أحل مشكلة الكهرباء منين؟».
للمرة الثانية ساد الصمت الموقف، ونظر الرئيس فى عين كل شخص فى حركة بانورامية بدأت من أول الجالسين على يمينه وانتهت بآخر شخص يجلس على يساره.. لا أحد يجيب، ثم كانت كلمات متقطعة من بعض الزملاء، أحدهم يقول: «قطاع خاص»، والآخر: «منظومة جديدة لعدادات كهرباء توفر الملايين من الأموال المهدرة»، وثالث: «صندوق تحيا مصر»، ورابع قبل أن يتكلم، قاطعه الرئيس قائلا للجيمع: «اللى بيقول صندوق تحيا مصر.. انتو عارفين الصندوق فيه كام؟.. فيه 5 مليارات».
«بس؟!».. قالها أحد الزملاء.. رد الرئيس بكلمة واحدة: «للأسف».
هنا شعر الرئيس كما لو أنه يحمل شبابا «هم البلد»، وقال: «أنا مش عايز أصدعكم بأرقام.. انتو شباب جميل وشغال على الأرض فى مبادرات ربنا يوفقكم فيها.. بس هو دا الحال»، وختم هذا الملف بكلمة «مفيش.. بجد مفيش، وعشان كده دا دورنا كدولة ودوركم كشباب بيحب البلد، نشتغل سوا، علشان نغير ونزيل كل تراكمات الماضى».
الماضى الذى كان يقصده الرئيس هو سوء الأحوال الاقتصادية وغلاء المعيشة والمشاكل اليومية التى ترهق الأسرة المصرية، ولكن كان هناك ماض حاضرًا بقوة فى لقاء الرئيس بنا، ماض يتعلق بالشهور الأخيرة من حكم الإخوان والمفاوضات قبل فض رابعة.
فجر الرئيس مفاجأة وقال: «فى حاجات كتير ما تعرفوهاش وما ينفعش تتقال، بس لازم تعرفوا حاجة صغيرة منها إنه فى شهر رمضان، قبل فض رابعة، حضر لى أعضاء من التيار الإسلامى وقلت لهم بالنص معنديش مشكلة يقعدوا زى ما هم فى رابعة ومحدش هيقرب منهم بس ما يخرجوش فى مسيرات علشان ما يهددوش أمن وسلامة الأسر فى محيط رابعة، لكن للأسف هم ما أعلنوش دا فى وسائل الإعلام وخرجوا فى مسيرات، وخالفوا الاتفاق وخرجوا وعملوا قلق، وكان لابد من الحفاظ على البلد والتعامل معهم بالقانون وبأمر مسبق من النيابة العامة، بعد إنذارات وتحذيرات متكررة بالفض.
وأضاف الرئيس بعدها: «لو كان الإخوان التزموا بالاتفاق وما خرجوش فى مسيرات وهددوا سلامة البلاد وقتها كان ممكن يشاركوا فى انتخابات بعد كده، وأنا قولت دا فى بيان 3 يوليو إنه لا إقصاء لأى فصيل».
من وقت لآخر أمسك القلم وأكتب عناوين رئيسية لما يتحدث به الرئيس، لا أخفى سرا أننى امتلكتنى حالة مختلفة وهو يتحدث عن هموم البلد، بدأت أشعر بالمسؤولية أكثر، وبدأت أفكر فى محمود سعدالدين قبل اللقاء ومحمود سعدالدين بعد اللقاء.. هل أنا نفس الشخص بنفس العقلية والإدارك أم تغيرت؟
قبل أن يدور بى عقلى، كان الرئيس يتحدث فى نفس الحالة التى تتملكنى، وهى المعرفة، الوعى، الإدارك.. قالها الرئيس: «من أهم الحاجات اللى بتسعدنى فى اللقاء إنكم هتعرفوا البلد ماشية ازاى، بنديرها ازاى، بنحكمها ازاى، إنتو إيدينا اليمين والشمال، وأنا عارف إن الشاب لما يعرف هيختلف تفكيره تماما عما قبل، ودورى أنا ومؤسسة الرئاسة كاملة والحكومة أننا نفتح حوارا مع الشباب ونعرفهم ونقرب منهم ويبقى فيه دايما جسر متواصل»، ونظر للواء عباس مدير مكتبه وقال له: «يا عباس.. دايما يكون فيه اتصال بينك وبين الشباب وبابنا مفتوح للجميع ومفيش حاجز بيننا وبين أى شاب».
حالة الوعى التى كان يريد الرئيس السيسى نشرها بيننا كشباب، سيطرت على طريقة إجابته على سؤال لمنسق مبادرة شعاع أمل، وهى مبادرة تعمل بالأساس على ملف سيناء، استغل الرئيس طرح كلمة سيناء، لشرح ملابسات الوضع الأمنى فى سيناء، وقال: «احنا منتشرين فى سيناء بعد 28 يناير، وما ضربناش طلقة واحدة ضد أى حد من الجماعات الإرهابية، ولكن لما استشعرنا أن فيه خطر كبير كان لازم الأمور تقف عند حدها، وعلى فكرة قبل التدخل الأمنى، أرسلنا مجموعات من التيارات الإسلامية للحديث معهم لإقناعهم بعدم ارتكاب أى أعمال عدائية ضد الجيش والشرطة، وحتى أنا وقتها قلت يعتنقوا أى فكر كما يشاءوا، ولكن يهددوا اأن البلد لأ».
وأضاف الرئيس: «الأزمة فى سيناء أنهم أصحاب فكر خطأ ويريدون أن يطبقوه علينا، ودا أمر غير مقبول، وأنا عندى قاعدة ثابتة هنا أساسها اعتقد ما شئت، ولكن ما تفرضش رأيك عليا وتهددنى.. أنا بقولك إن فيه ربنا ودى طريقة عبادته.. أنت شايف حاجة تانية براحتك.. ربنا شايفك وشايفنى.. وأنا لما يستشهد لى ضابط شرطة أو جيش باتوجع، وبعد كرم القواديس، كان لازم تدخل عاجل سواء فى الأنفاق أو الشريط الحدودى».
الحوار مع الرئيس كان مرنا، لدرجة أن الرئيس والحاضرين كانوا ينتقلون فى المناقشات من ملف لآخر بكل سهولة دون قيود أو فرض شروط للحوار، فبعد أن تحدث عن سيناء، ناقش قضية الألتراس وأبدى إعجابه بهم وأدائهم فى مباراة الأهلى الأخيرة وعبارة الكرة للجماهير بكل لغات العالم، وأبدى تأييده للحوار معهم.
الجلسة مع الرئيس كانت على جزأين، الأول ساعتين، والثانى 45 دقيقة، تحدث أغلب الزملاء فى الجزء الأول، وبقى عدد قليل كنت منهم فى الجزء الثانى، وكدت ألا أتحدث، حتى إن الرئيس جمع أوراقه فى رسالة ضمنية بانتهاء اللقاء، قاطعت الرئيس طالبا دقيقة قبل مغادرته، فسمح لى، فتحدثت فى 3 دقائق وقلت: «سيادة الرئيس، سعيد بوجودى فى قصر الرئاسة، أجلس على «ترابيزة» واحدة مع صانع القرار الأول فى مصر، اسمى محمود سعد الدين صحفى بـ«اليوم السابع»، ودون إطالة كلمتى فى اختصار.. شباب مصر ليس لديهم كل الأمل الذى تراه اليوم من أصحاب المبادرات.. هناك كتلة كبيرة من الشباب لديها إحباط باختلاف أسبابه، إحباط سياسة، زواج، مشاكل اقتصادية، عمل.. دورك الرئيسى لتفكيك كتل الإحباط عند الشاب، هو فتح جسر تواصل أساسى مبنى على الإبهار الدائم، وأقصد أن هناك حاجات صغيرة الدولة والرئاسة وحضرتك ممكن تعملوها بيكون ليها تأثير أكبر من حاجات تانية كبيرة، ومثالى على ذلك مكالمة «منعم».. المكالمة هى عمل صغير.. ولكنها كانت الأكثر تأثيرا فى الشارع والأسر المصرية.. الشباب سيادة الرئيس بحاجة دائما لأن يشعر بأنك تبهره.. دائما تقف إلى جواره لست بعيدًا عنه.. أطرح على حضرتك فكرتين، الأولى هى إعلان الرئاسة تدشين مشروع قومى فكرى.. حضرتك فى الشهور الـ6 الماضية من حكمك، أعلنت عن 3 مشاريع على الأرض قناة السويس، والطرق، والغلال، ولكن نحتاج مشروعا لبناء الإنسان، لا يختلف اثنان فى مصر أن جيل الـ15 عاما الماضية تربى على مكتبة الأسرة.. نحتاج من الرئاسة مشروعا مثل هذا، مع تدعيم المشروع بأن يكون شهر يناير 2015 هو شهر التعليم مثلا.. نراجع فيه المناهج، ونراقب فيه المدرسين، نحسن فيه الجودة، بالبلدى يا فندم ننفض الغبار اللى على مدارسنا.. وبرده فى نفس الوقت شغالين فى ملفاتنا التانية، والشهر اللى بعده شهر الصحة، وهكذا.
طرحى الأخير سيادة الرئيس.. هو أن تتولى مؤسسة الرئاسة دائما المبادرة، مثلا تعلن الرئاسة مشروعا اسمه «المبادرة»، وفكرته بكل بساطة إيميل يستقبل كل المبادرات من الشباب.. هيجيلك آلاف المبادرات.. فريق عمل من الرئاسة يشتغل عليهم، هيخرج بـ100 أو 200 أو 300 مبادرة فى سوهاج وأسيوط وكفر الشيخ، هنربطهم ببعض وهنخلق جيل جديد من الشباب بيشتغل لمصر الجديدة هيكون هو نواة المحليات ومجلس النواب، وفى نفس الوقت طرح المبادرة هيعمل حراك كبير للشباب وأكبر رسالة مباشرة من حضرتك ليهم إنك شايفهم وبتمد إيديك ليهم».
انتهت كلمتى، وبنهايتها انتهى اللقاء، وخرجنا مع الرئيس لبهو القصر لالتقاط صورة جماعية، وسلم علينا جميعا، وغادرنا.
إلى هنا ينتهى رصدى لأول لقاء برئيس الجمهورية، ويتبقى رأى عنه، أرى بضمير شاب وطنى يحب مصر، أن الرجل لديه شىء، ولديه دائرة قريبة تفكر له جيدًا، ولديه طاقة أمل ينشرها لكل من يجلس معه، ولديه ما هو أهم نظرته للتغيير فى المستقبل.. نظرته للأفضل واهتمامه بالتفاصيل.
اسمعونا فى أمل
محمود سعد الدين يكتب..فى حضرة الرئيس.. هكذا تكلمنا وهكذا أجاب..السيسى: «فيه حاجات مكانتش بتتقال زمان بدعوى إنها خطرة على الأمن القومى لكن أنا شايف إن من المصلحة إنها تتقال وأواجه بيها الشعب"
الأربعاء، 10 ديسمبر 2014 09:03 ص
محمود سعد الدين
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
حسام شفيق
الرئاسه والشعب
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد محمد وجيه
الايجابية والمساعدة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
سيادة الرئيس
عدد الردود 0
بواسطة:
الاسيوطى
لـلاسف
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد أنور
فيه أمل
فيه أمل، نتمنى أن شاء الله. تفاءلوا
عدد الردود 0
بواسطة:
ياسر حسن سيد
ربنا يوفقك
عدد الردود 0
بواسطة:
شحاته المصرى
رئيس رائع
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالله كمال
مقابله الرئيس
عدد الردود 0
بواسطة:
مافيش ايه بس !!!!!!!
مافيش
مافيش يعنى مش عارف تدير البلد يعنى تسيبها
عدد الردود 0
بواسطة:
عصام محمد
لا يختلف اثنان فى مصر أن جيل الـ15 عاما الماضية تربى على مكتبة الأسرة....